تركت فنية التمريض والدتها التي تعاني من المرض في عهدة إخوانها لتلبية نداء الشرف في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وفي ثاني أيام عيد الأضحى من العام الماضي قالوا لها إن والدتها توفيت، فقررت أن تعتزل الخدمة في الحج نهائيا بعد أن تأثرت بوفاة والدتها، ولكن بعد أن مرت سنة وجاءها النداء لبت وعادت بإخلاص وتفان.

راوية عبدالله فلاتة فنية تمريض بمستشفى منى الجسر، وتعمل في المشاعر المقدسة منذ 5 سنوات، تقول إن العمل في الحج يختلف كثيراً عن الأيام العادية، حيث الروتين اليومي الذي لا يقدم الجديد في العمل، ولكن العمل في الحج وشرف الخدمة يدفعان الإنسان إلى التفاني والتأهب لخدمة حجاج بيت الله الحرام الذين قدموا من مكل مكان، تاركين أبناءهم وراءهم لتأدية الفريضة، ويريدون أن تعينهم صحتهم على الحج وسط هذه الجموع الغفيرة، وهذا الدور الذي تأمل أن تقدمه لهم.

وتضيف راوية أنه كما أن هناك مواقف حزينة، فإن هناك مواقف طريفة تواجههم، ساردة قصة حاج تركي أتى إليهم وهو يعاني من مرض ولا بد من أن يدخل للعناية المركزة، وأحدث ضجيجا كبيرا، وكان منزعجا جدا، خوفا من أن تفوته الفريضة، ورغم أنهم استعانوا بعدة مترجمين لكي يطمئنوا المريض إلا أنهم لم يستطيعوا أن يخففوا من حدة غضبه، إلا بعدما تم تصعيده إلى عرفة في سيارة مدير المستشفى، وبعدها عاد للعناية المركزة وهو يضحك.

وتؤكد راوية أن مشاركة المرأة السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام متأصل منذ سنوات، وفي أصعب المهام وأدقها وتمارس دورها بكل إتقان وجدية، رغبة في توفير الصحة لحجاج بيت الله الحرام.