وصلنا إلى نقطة النهاية التي نترقب عودتها إلى الصفر بعد عامين في دولة شقيقة تعيد دوران عجلة كرة القدم الخليجية بتفاؤل كبير يحقق لنا جميعا كل ما نتمناه ونحن والأمة الإسلامية في خير وراحة وأمن وأمان.
الرياض الحالمة، عاصمتنا الحبيبة وعاصمة كل العرب والخليجيين ستفقد اليوم صخبها الرياضي الجميل الذي أثمر عن تعاضد وحب وإخاء وتعميق أواصر الألفة على مدى أسبوعين في مناسبة خليجية فاخرة.
نودع الأشقاء الأعزاء على قلوبنا وهم يغادرون وطنهم بعد أن توج الذهبيون والفضيون والبرونزيون مساء أمس في (درة الملاعب)، وهم يتعانقون ويتصافحون والابتسامة تعلو محياهم بصدى وأنغام (خليجنا واحد.. وشعبنا واحد).
الكثير من الإيجابيات التي رسمتها دورة الخليج الـ 22 تعزز فينا ما هو أجمل وأرقى وأروع، ويكفي أن عدد الإعلاميين فاق الألفين برقم قياسي، زاد في قيمته التجمع الكبير في استراحة الإعلاميين والتواصل اليومي في المراكز الإعلامية وبعض المناسبات الرسمية والودية، والتعرف على شباب مؤجج بالحيوية والطموحات الوثابة، وقبل ذلك اجتمعنا بأحباب وأصدقاء من مختلف الدول حالت بيننا وبينهم المسافات وضغوطات الحياة ومشاق العمل، أضف إلى ذلك تجديد العلاقة مع مسؤولين وخبراء بما يفيد في تفادي السلبيات وتوسيع رقعة الإيجابيات، هذا ليس كلاما إنشائيا فهذه البطولة من أنجح التجمعات الخليجية في حسن التعامل والحد من التصريحات المسيئة والتصرفات المزعجة، أيضا المستوى الفني لأغلب المنتخبات ارتفع في المنعطف قبل الأخير بما يؤكد الاستفادة من المرحلة التمهيدية وما يعزز تفاؤلنا في كأس آسيا لمصلحة المنتخبات العربية التي عليها مسؤوليات كبيرة ضد منتخبات شرق آسيا ومستضيف البطولة (أستراليا).
وليس أقوى من وجود القيادات الخليجية العليا في ضيافة والدنا وقائدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ أثمر هذا اللقاء عن الكثير من الإيجابيات أبرزها عودة السفراء إلى قطر، وهذا يؤكد تناغم السياسة والرياضة وتأثير كل ماهو إيجابي على الأطراف الأخرى، وهي خطوة طيبة تدغدغ القلوب وتنعش الأنفس بما يقوي سبل الراحة والطمأنينة في وطننا الخليجي.
أما على الصعيد الرياضي فليس أهم ولا أكثر فائدة من درس بليغ في احترافية العمل تجسد في مؤتمر الكشف عن تصميم إستاد خليفة الدولي في الرياض ضمن مشاريع قطر لاستضافة مونديال 2022. وبالنسبة لي فهذا واحد من معالم جماليات شاهقة في سماء الدوحة بأصداء مدوية في أصقاع المعمورة، لكنني لاحظت مدى ذهول زملاء كثر وهم يتساءلون عن مدى دقة العمل الاحترافي المبهر، وسعدت أكثر بهذا المشهد الفخم الذي يعد من الأمور الاعتيادية لدى شباب قطر، وهو بمثابة الدرس لنا معطر بورود عنابية (ربما) يستنهض همم مسؤولينا لطرق باب العلم والعمل والكفاح والاعتداد بالنفس والاستفادة من الخبراء، لفائدة بلدنا وشبابنا، وأن نستثمر كل فرصة تقدمها قطر لشباب منطقة الخليج من خلال البرامج والندوات والمؤتمرات عن عرس كأس العالم 2022. وسبق وكتبت هنا أن ملتقيات ومنتديات دولية تنظمها الدوحة وتوجه الدعوات للاتحادات والإعلاميين ولكننا نهمل مثل هذه الفرص الثمينة حتى لو كانت مجانية..!!
ومن فوائدنا المحلية ما شهدته العاصمة وأميرها المحبوب الأمير الشاب المتواضع المبتسم تركي بن عبدالله الذي وصفته في مقالي قبل السابق بـ (نجم) هذه البطولة، وأنه كان قريبا جدا من الجميع وحضر كل الفعاليات معاضدا الأمير عبدالله بن مساعد وأحمد عيد واللجان العاملة لإنجاح الحدث واستضافة إخواننا في وطنهم بأفخر أنواع الكرم والأخوة، وهذا ما لمسناه عن قرب وبمصداقية من زملائنا وأفراد البعثات بكافة مستوياتهم.
أخيرا الحمد لله رب العالمين على نعمة هذا التجمع الأخوي الناجح، ونسأله – جل في علاه – أن يجمعنا دائما على الخير والحب.