لا يمكن الحديث عن المشاعر المقدسة، دون التطرق لمسارات الحج الفقهية، وما يرتبط بها من عالم الاستفتاءات الفقهية المتعلقة بصحة الحج، فوقوفك بجانب أحد المراكز التي هيأتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المشاعر، لمدة لا تزيد عن خمس دقائق معدودات الدقاق، ستخرج من خلالها بانطباعات أولية ورؤى فقهية.

فطوابير المستفتين أمام تلك المراكز، للاستفسار عن أحكام وواجبات ركن الإسلام الخامس، وحرصهم على معرفة الحيثيات الشرعية، دفعت مستشار وزير الشؤون الإسلامية ورئيس لجنتها الإعلامية في الحج طلال العقيل، للإفصاح عن أكثر المستفسرين عن "فقهيات المشاعر"، مؤكدا أنهم "العرب"، وخاصة المثقفين منهم، الذين يحرصون على معرفة الأحكام الشرعية بشكل دقيق ومفصل، وربما يعودون للاستفسار أكثر من مرة، إذا ما سمعوا آراء مختلفة حيال أسئلتهم، فيما لم يحدد العقيل الجنسيات العربية التي تطرح أسئلة الحج الفقهية.

زاوية أخرى، تحدد المسار الفقهي في المشاعر، جاءت على لسان رئيس لجنة "الشؤون الإسلامية" الإعلامية، حيال أقل بعثات الحج طرحاً للاستفسارات الفقهية الشرعية، ليكشف العقيل عن إجابة سؤال "الوطن"، بشكل مباشر، ويقول "إنهم الحجاج الإندونيسيون".

نادراً ما تجد بين طوابير استيضاح أحكام الحج أمام مراكز الدعوة بالمشاعر المقدسة، حجاجاً إندونسيين ولو حاجاً واحداً، ويفسر العقيل غيابهم عن تلك مراكز الاستفتاء الفقهي أو حتى استخدام وسائط التواصل التي وفرتها "الشؤون الإسلامية" في مختلف مناطق المشاعر، إلى درجة تنظيمهم العالي، وجلبهم هيئات شرعية معهم ودعاة يقومون بدور التوعية الفقهية لحجيجهم وتثقيفهم بأمور الحج، والإجابة على ما يواجه حجاجهم من مسالك فقهية قد تعترض مسار نسكهم.

الدلالات الفقهية تعتبر أكثر الخدمات التي تقدمها وزارة "الشؤون الإسلامية"، لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، ويشير العقيل في سياق حديثه إلى أن السمة العامة لتقديم الوزارة للمستفتيين، تتمحور بشكل رئيس في عدم التصادم الفقهي من أسئلة الحجيج، والمدارس الفقهية الغالبة في بلدهم الذي قدموا منه، ومراعاة تلك الخصوصية بشكل كبير، وعدم حصرهم في إجابات فقهية محددة حتى لا يكون ذلك مشقة على الحجاج، وبخاصة إذا كان السائل لا يتمتع بأي خلفية شرعية أو فقهية، تمكنه من فهم ووعي الأحكام الفقهية المرتبطة بشعيرة الحج.