سبحان الله فالناس مجبولة على حب الإخلاص، وهي بطبيعتها منساقة ومنجذبة لمنافعها ومصالحها.

أقول هذه المقدمة إشارة للمكانة والجماهيرية التي يحظى بها وزير التجارة توفيق الربيعة، وعلى الرغم من جرعة التذمر والتشكي المرتفعة لدى المواطنين من كل شيء، إلا أنهم رغم ذلك يجدون في آخر النفق ضوءاً يستهدون به إلى الثناء والحمد بما يعني أن للإخلاص والصدق والأمانة رائحة نفاذة لا تخطئها الأنوف ولا تغفلها الأبصار، وهذا هو الذي استشعره الناس بالشم واللمس والنظر، ووجدوه ماثلاً في وزير التجارة توفيق الربيعة، فأحبوه وأجّلوه بعد أن أدركوا من خلال التجارب والوقائع أنه منحاز إليهم وتهمه مصالحهم.

لقد وقف الربيعة في صفهم في مواجهة الغش والتزوير والاحتكار الذي كان يمارسه التاجر في حق المستهلك عندما كانت يد التاجر في كل الحالات هي العليا، يضرب بها ويبطش في الأسعار وفي السلع المقلدة وفي التخفيضات المكذوبة ولم يكن للمستهلك أي حيلة في مواجهة هذا البعبع.

كان التاجر في السابق هو الآمر الناهي وصاحب الفضل حتى وهو يكسب أضعاف تكلفة السلعة، وذلك لأنه الملاذ الوحيد مع كونه الوكيل الحصري والمحتكر الأصلي.

أما الآن وفي عهد توفيق الربيعة فقد بدأ تعديل الوضع وصولاً إلى درجة التوازن والعدل على نحو ما يقوله المثل العربي: "لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم".

وهكذا صرنا نشهد تحركاً ملموساً لمساهمات عقارية متعثرة نامت في الأدراج عقوداً طويلة.

كما صرنا نشاهد تشميع ومعاقبة كثير من محلات التجزئة بالإغلاق بعد انكشاف غشها وتدليسها.

ولهذا ارتفعت شعبية الربيعة بين وزراء الوزارات الخدمية على نحو لم يسبقه إليه إلا الدكتور غازي القصيبي - يرحمه الله -، الذي كان ينحاز لهموم الناس واحتياجاتهم فانحازوا له وأحبوه بقدر كبير وغير مسبوق.

إن أكثر ما يثير استغرابي هو الوزير الذي لا يتحرى هموم المواطنين ومطالبهم ولا يسعى لكسب رضا الناس وهو في سبيل الوصول لتحقيق ذلك سيكسب رضا ربه أولاً ثم رضا ولاة الأمر الذين كلفوه بحمل هذه الأمانة وهو حمل وعبء لو يعلمون عظيم.

شكراً للوزير الأمين المخلص ولا شك أن إشادة الناس ورضاهم عما تقدمه وزارة التجارة إنما يعتبر اقتراعاً وتصويتاً بالجدارة على نحو يجعلنا نقول بكل ثقة إن الربيعة هو أوزر وزير.

متطلعين لأن يدخل سباق التنافس معه بقية وزراء الخدمات التي تتماس مع مصالح الناس واهتماماتهم المعيشية.