يجوب أحمد مدخلي، بأعوامه الـ16، مخيمات منى كأصغر قائد كشفي، ليؤدي مهامه الإنسانية مع رفاقه بروح وثابة نحو خدمة ضيوف الرحمن وتقديم ما بوسعهم من قدرات وإمكانات.
يتحدث مدخلي عن مهمته وهو يتذكر المواقف التي يشعر بالفخر إزاءها، ومنها مساندته لإحدى الأمهات بعد أن فقدت ابنها، وكيف عاش وقتها تجربة الخوف والفرح معها. يقول "كنت في طريقي للمعسكر لأخذ قسط من الراحة بعد يوم شاق، وفي تلك الأثناء واجهتني امرأة سورية تبكي وتشتكي من ضياع ابنها الصغير ذي الأربعة أعوام". ويضيف "أخذت الأم مباشرة إلى سيارة الإسعاف للاطمئنان عليها، فيما بدأت اتخاذ الإجراءات الخاصة في مثل هذه الحالة، وبعد مرور ثلاث ساعات أو أقل وردنا اتصال من مسجد السيدة عائشة بالتنعيم، يفيد بالعثور على طفل تائه يحمل نفس مواصفات الطفل التائه، وقمنا بالتواصل معه وجعلنا والدته تحادثه بالهاتف، كان مشهداً مؤثراً لأبعد مدى".
ويختم مدخلي قصته بفرح بالغ وهو يشير إلى الفرحة الكبيرة التي شعر بها أثناء إيصال الأم إلى طفلها ثم نقلهما إلى مقر حملتهما، وقال "لم تتوقف دعواتها لنا حتى ودعتنا أمام مخيمها".