ومن المؤكد أن لها نوعا، فـ"الأنفاق" لدينا تمتلك علامة فارقة عن غيرها من الأنفاق المحترمة، بعض الأنفاق هنا يدعى بنفق "المسبح"، وآخر بنفق "الموت"، وثالث بالنفق الغامض، ورابع بالمغلق، وخامس بـ"أبو الحوادث". أما إن أردت تفصيلا أكثر فتفضل خذ مثلا أهالي مدينة الدمام الذين يعانون هناك من "عقوق" أنفاقهم التي ما إن تعلن "أمانة المنطقة" عن افتتاحها إلا وتعلن "إدارة المرور" عن إغلاقها، فمرة بسبب "سوء التصريف"، وأخرى لـ"ظهور نتوءات حديد" على أطراف النفق، وثالثة لـ"عيوب تصميمه"، ورابعة من أجل سوء أعمال التزفيت، وخامسة بسبب انهيار جزء منه، وهو الأمر الذي جعل سكان "الدمام" يمارسون لعبة التوقعات قبل وصولهم لأي من "أنفاقهم" العاقة، ثم يتساءلون بعد الخروج منها عن مصير "مقاول" المشروع"؟ وإن كان ينعم الآن بالأموال الطائلة في فلله الفخمة؟ فيما هم يضطرون للالتفاف على كل المدينة حتى يصلوا إلى منازلهم!

في "جدة" على الجانب الغربي، هناك يصبح الكلام التالي للأسف ساري المفعول لكل السنوات الماضية ولسنوات أخرى قادمة، حين يتكفل المطر في كل موسم بكافة أدوار الرقابة ومكافحة الفساد وكشف غش المقاولين، وإظهار التدليس والخداع في الإنشاء وعجز التصريف!

في جدة يقوم المطر بكشف الأنفاق المزيفة مباشرة كما في نفق "الطائرة" الذي فرش سجادا أحمر في يوم افتتاحه الخميس، ثم فرش بماء الأمطار بعد ذلك بيومين! في جدة تتغير الفصول وتغرق الأنفاق هناك بالتناوب! هناك في جدة تعمل الأنفاق بكفاءة عالية حتى تدهمها أولى قطرات المطر، وحينها تتحول إلى "جداول مائية"، وإلى "مسابح أولمبية تتحول إلى أي شيء آخر باستثناء أن تكون أنفاقا!

في العاصمة الرياض، هذه الأيام تتنقل الأعين هناك ما بين متابعة أمطار الخير والبركة، وما بين متابعة أنفاق المدينة التي افتتحت حديثا للوقوف على جاهزيتها في أول اختباراتها الحقيقة. يفعل السكان ذلك ودعواتهم بألا يضطروا لاستحداث اسم جديد لنفق غارق في الفشل!