أسوأ مهنة في بلادنا هي مهنة التحكيم.. أن تكون حكم مباراة.. مباراة طرفاها الهلال والنصر!


لا يوجد حكم في الدنيا تعرض لما يتعرض له الحكم السعودي.. ولكي تبحث عن معاناة الحكم السعودي بأدق تفاصيلها لن تجد أفضل من "عمر المهنا" ـ الحكم الشهير ـ مثالا واضحا لهذه المعاناة.. كان الهلاليون يرمونه بالتهم القاسية فهم يرونه نصراويا حتى النخاع.. بينما النصراويون يرونه هلاليا يرى الدنيا بعيون زرقاء!


اعتزل المهنا التحكيم، تاركا خلفه الشتائم والسباب والتشهير والقذف العلني في الشاشات وفي المدرجات وعلى صفحات الصحف.. وكم أتمنى لو قام بتوثيق تلك الفترة العصيبة من حياته الرياضية، كي يقدمها لكل حكم صاعد!





ولأن العلة ليست في الحكم.. فهاهو التاريخ يعيد نفسه مع خليل جلال.. حكم سعودي مجتهد.. تقاذفته جماهير وإدارتا النصر والهلال الأسبوع الماضي.. هؤلاء يتهمونه بأن قلبه أزرق.. وأولئك يتهمونه بأن دمه أصفر.. وكأن الأندية السعودية لا تهزم.. وكأن الخسارة محرمة على الهلال والنصر.. كنا نشكو من الصحافة المتعصبة.. اليوم نشكو من هؤلاء الذين يشعلون الصحافة والمدرجات والبرامج الرياضية بتصريحاتهم اللا مسؤولة.. ولو كان حكما أجنبيا لما وجدتهم ينبسون ببنت شفة!! ـ إنها عقدة الأجنبي.


السؤال: هل من حق خليل جلال أن يقاضي هؤلاء الذين يلقون عليه التهم جزافا ويتهمونه في أخلاقه ويشككون في ذمته؟ وهل ستقف معه الرئاسة العامة لرعاية الشباب ضد هذا الهجوم، وتحفظ هيبة الحكم السعودي أم ستتركه مادة صحافية على قناة أبو ظبي والعربية والجزيرة؟


قبل أن أنسى: ليتني أعرف تكاليف حكم المباراة الأجنبي كي أقارنها بالمبلغ الذي يتقاضاه الحكم السعودي.. أنا أريد أن أعرف هل الحكاية تستاهل؟!


لاحظوا أنا اسأل عن تكاليف إدارة المباراة وليس التذاكر ومصاريف الإقامة.. المباراة فقط.. إن كان ثمة فرق فلا يلام الآخرون في النيل من الحكم السعودي.. حكم لا قيمة له لدى الرئاسة فكيف نرجو أن يكون له قيمة لدى الشارع الرياضي؟