"أخذت بترديد الآية الكريمة (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)، حينما أبلغتني الخارجية بأنها وافقت على إصدار تصريح استثنائي لي بالحج رغم عدم بلوغي سن الستين عاما".. هكذا كان تعبير الفرح باديا على محيا الحاج الفلسطيني "وسمي" (55 عاما) الذي ينحدر من مدينة الخليل الفلسطينية.
وسمي، تحقق له حلمه بعد سنوات من الانتظار، إذ يقول "كنت طيلة الأعوام الماضية أراقب الحج من التلفاز.. أما اليوم فأنا هنا في رحاب الله".
"كنت أقف حائراً بين مسارعة قطار العمر والمرض وبين عائق النظام وإجراءات الحج"، هكذا بدأ الحاج وسمي من مدينة الخليل بفلسطين قصته المبكية عن تحقيق حلمه القديم بأداء الفريضة.
"وسمي" الذي يسرد الشيب حكايا أعوامه الـ55 كان مصراً على تحقيق ذلك الحلم الذي حالت دونه أنظمة فرضت أن يكون الحج لمن تجاوز عمره الستين، ليبدأ رحلة أخرى من البحث عن مخرج يستوعب سباقه مع المرض.
يقول الحاج الفلسطيني: "كانت الأمراض التي أعاني منها تتفاقم مع تقدم العمر، ما شكل ضغطاً إضافياً باتجاه البحث عن حل لأداء فريضة العمر، ولا أعلم عن حالي مستقبلاً كيف أكون"، ويضيف "جلست في حيرة من أمري كل عام وأنا أقف أمام شاشة التلفاز شوقاً لأداء الفريضة، متأملاً أن أكون بين المشاعر ولكن المتبقي من العمر المطلوب ليس بطويل، لذا لم أجد سوى أن أرفع كافة أوراقي متبوعة برسوم إضافية ثمنها باهض ويقدر بـ2500 دولار، وذلك لإيجاد أي معبر للرحيل إلى المشاعر".
شكلت اللحظات التي تم فيها قبول طلبه للحج مولداً آخر بالنسبة له، ويقول: "وردتني رسالة من قبل وزارة الخارجية وتوجهت مباشرة وأنا في حيرة تامة وقلق بالغ عن مصير طلبي الذي يرفض كل عام، وبعد وصولي أفادني المسؤول بأنه قد تم إصدار تصريح استثنائي بأن أحج".
كانت الدموع هي فقط من تعبر عن تلك اللحظة التي شعر فيها بمولده من جديد، إذ يحكي "وسمي" كيف خالطت دموعه ابتسامته، وكيف كان البكاء تسبيحات لسجدة الشكر التي قام بها دون شعور، ويقول "كنت أبكي وأردد (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)، معاهداً نفسي بأن أستفيد من كل ثانية في طاعة الله، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".