من أقصى قارة آسيا، جاء "مطيع" إلى المشاعر المقدسة، مطيع حاج صيني، اختار هذا الاسم بعد أن أسلم منذ سنوات، وفي هذا العام تحقق له حلم الحج والصلاة في الحرمين الشريفين.

"الوطن" التقت بـ"مطيع" في ساحات الحرم المكي أمس، وتحدث عن رحلته التي وصفها بـ"الميسرة"، قائلا بالعربية الفصحى "نسيت كل أتعاب السفر بمجرد رؤية الكعبة المشرفة، أقلعت طائرتنا التي تقل عددا من الحجاج الصينيين من مدينتي "جوانزو" بالصين، وبقينا في الجو مدة قاربت 20 ساعة لم نذق خلالها طعم النوم، فرحين جدا بمقدمنا إلى المشاعر المقدسة وأداء الركن الخامس من الإسلام".

وأضاف "الآية الكريمة التي تقول (وأذن في الناس بالحج) تظل شامخة عبر كل الأزمان، معها لا نستغرب أي شيء، ولكن يتوجب علينا الوقوف بالتفكير في مثل هذه المواقف، وهذه الأحداث المقدسة، فبمجرد ما أن تنوي الحج سيساعدك الله وييسر لك كل شيء تحتاجه، لم أكن أجد المال الكافي لإتمام رحلة الحج، فمصاريف النقل والسكن ورسوم دولتنا باهضة الثمن، ولكن الله يسر لي ذلك".

مطيع تحدث والبسمة لا تفارق محياه عن قصة قدومه إلى المشاعر المقدسة، مؤكدا أنه عندما أسلم هو وزوجته اختار لها أيضا اسم "مطيعة"، وأنها هي من شجعته على الحج، وكانت تحلم بأداء هذا الركن، إلا أنها ولظروفهما المالية، آثرت على نفسها، وباعت ذهبها وقالت لـ"مطيع" اذهب أنت للحج، وأنا سييسر الله لي ذلك مستقبلا.

ويقول "كنت أفكر كل عام في الحج، وأجمع المال على أن أحج في العام القادم، ولكن ما حدث معي هو أن زوجتي التي كنت أتمنى إحضارها لولا قلة المال، هي السبب في قدرتي على الحج وقدومي من جوانزو إلى مكة، فقد باعت ما تقتنيه من مجوهرات دون علمي وقبل شهر رمضان الماضي أعطتني النقود، ثم اتجهت إلى المؤسسة وسمح لي بالحج، ولم أتمالك نفسي من الفرح حينها"، واعدا زوجته بأن تحج في أقرب فرصة وقبل 5 سنوات مقبلة، إن بقيا على قيد الحياة.