جدد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، رفضه قصف المدنيين، فيما نفذت قوات عسكرية عملية أمنية كبيرة بمشاركة أبناء العشائر وبمساندة سلاح الجو استهدفت معاقل تنظيم داعش حول قضاء الضلوعية جنوبي مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده العبادي على هامش لقائه برئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم، قال إن: "القوات العراقية ينقصها الغطاء الجوي من دول التحالف، إلى جانب الدعم اللوجستي وتقديم الأسلحة والمعدات العسكرية لدحر الإرهاب".
وأضاف: "إنني تعهدت بأن أدافع عن كل مواطن وجندي، ولن أسمح بقصف المدنيين في أية منطقة من مناطق العراق"، مضيفا أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع: "لحماية المواطنين بغض النظر عن طوائفهم ودياناتهم"، لافتا إلى أن "دول التحالف الدولي أكدت لنا خلال مؤتمر الأمم المتحدة الـ69 في نيويورك، احترام السيادة العراقية، مؤكدا حصول بلاده على تأكيدات بعدم إرسال قوات برية أجنبية، مبينا أن "العراق لا يحتاج إلى قوات دولية على الأرض، لأنه يمتلك عددا كبيرا من الجنود وقوات الحشد الشعبي ومسلحي العشائر القادرة على دحر التنظيمات الإرهابية".
وكانت قوى منضوية ضمن التحالف الوطني الذي يقود الحكومة كالتيار الصدري وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، قد أعلنت تحفظها على قرار العبادي بإيقاف شن الغارات الجوية على مدن عراقية.
وعلى صعيد العمليات العسكرية لملاحقة الجماعات المسلحة انطلقت عملية أمنية كبيرة أمس في قضاء الضلوعية شارك فيها سلاح الجو وأبناء العشائر ضد معاقل تنظيم داعش الإرهابي التي فرضت طوقا حول المدينة منذ أكثر من أسبوعين.
وقال المقدم في شرطة القضاء عيسى الجبوري لـ"الوطن": "إن العملية التي نفذت صباح أمس، شارك فيها أبناء عشائر خزرج والبو جواري والجبور، ضد داعش في المناطق التي يحتلونها من الضلوعية". مضيفا أن سلاح الجو: "شارك في العملية بقصف مواقع لتجمعات التنظيم وقتل 30 عنصرا، فضلا عن 5 آخرين وإصابة 8 بانفجار منزل مفخخ".
وأوضح مصدر أمني في محافظة ديالى في تصريح له، أن تفجير بمسشفى ميداني تابع لتنظيم داعش وسط ناحية جلولاء شمال شرق بعقوبة، أدى إلى سقوط 5 قتلى و7 جرحى، بينهم قيادي ميداني في التنظيم يدعى أبو كنانة.
إلى ذلك قتل 6 من عناصر التنظيم، إثر اشتباكات مسلحة بمنطقة زورافا ضمن ناحية سنجار شرق الموصل مركز محافظة نينوى.
كما قصف طيران التحالف الدولي أمس مواقع لتنظيم داعش في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بشمال العراق، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من عناصره.
وقال مصدر أمني محلي في تصريح له إن "القصف أسفر أيضاً عن حرق 13 آلية تعود لتنظيم داعش".
وفي بغداد قتل ضابط بالجيش العراقي برتبة مقدم وزوجته وثلاثة من أبنائه على يد مسلحين مجهولين اقتحموا منزله في ساعة مبكرة من صباح أمس الواقع في منطقة الجعارة التابعة لقضاء المدائن، جنوبي العاصمة.
وأعلن مصدر أمني عراقي، أن غارات طائرات التحالف الدولي استهدفت ليلة أول من أمس موقعاً لتنظيم داعش جنوب مدينة الموصل، حيث أسفرت الغارات عن مقتل 30 منهم بينهم قادة في التنظيم.
وكشفت مصادر، أن مسؤول الجناح العسكري لداعش بشار الجرجر وكنيته الأبرز "أبو الحارث" قتل في الغارة.
والجرجر، من أكراد مدينة الموصل، وعضو في القاعدة منذ عام 2004. وفي يونيو الماضي تولى قيادة المجلس العسكري لداعش بعد مقتل سلفه عدنان إسماعيل نجم.
وفي شأن آخر أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أن الوزراء الأكراد في الحكومة الاتحادية سيؤدون اليمين الدستورية قبل عطلة عيد الأضحى.
وقال الناطق الرسمي للحزب جعفر إيمنكي، في بيان صحفي: "تمت تسوية كافة المناصب المخصصة للحزب الديمقراطي الكردستاني في الحكومة العراقية"، مرجحا أن "يدلي الوزراء الكرد اليمين الدستورية قبل حلول عيد الأضحى".
وبدورها أعلنت اللجنة المالية في مجلس النواب أمس، أن مجلس الوزراء سيناقش في جلسة اليوم الموازنة العامة تمهيدا لإرسالها إلى المجلس.
وقالت عضو اللجنة عن التحالف الكردستاني نجيبة نجيب لـ"الوطن": "إن الموازنة ستكون على جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم وستتم مناقشتها وكذلك رواتب موظفي الإقليم"، مشيرة إلى أن "مجلس الوزراء وبعد أن ينهي اجتماعه سيرسل الموازنة بكتاب رسمي مباشرة إلى مجلس النواب".
وأخفق مجلس النواب السابق في إقرار الموازنة العامة للدولة للسنة الحالية منذ أن أرسلتها الحكومة منذ قرابة 6 أشهر، ولم تدرج على جدول الأعمال، لعدم حصول اتفاق بين الكتل على فقراتها.