ثلاثة عقود عجاف، تلتها ثلاثة سمان، وفي العقد السابع منها خرج عرب 48 من سطوة الاحتلال إلى الحرية الكاملة في الوصول إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، عبر "يمين" يحلف، وجواز سفر يخلف، ثلاثين عاماً قضوها تحت سطوة الاحتلال، لا يتواصلون مع العالم ولا يخرجون إليه منذ 1948 إلى 1978، ثم سمح لهم بالخروج من أجل أداء فريضة الحج لـ"عرب 48"، ثم تلته أعوام أخرى بدأ فيها العدد من 400 حاج، حتى وصل اليوم إلى 4500 هي الحصة المقررة لهم من قبل وزارة الحج في المملكة.

رحلة تبدأ مكاتب لتسجيل الحجاج أهم شرط فيها، أن يحلف من أراد الحج أنه ذاهب إلى هناك بغرض الحج، وأنه لم يحج من قبل، أو أنه ذاهب إلى الحج كـ"محرم"، وتشترط لجنة التنسيق لجمعيات الحج أن يكون راغب الحج مولود قبل تاريخ 1980، ويقول رئيس لجنة التنسيق لجمعيات الحج والعمرة لمسلمي 48 سليم خضر شلاعطة: "إن حلف اليمين يأتي من أجل التأكد من أن فرصة الحج ذهبت لمن يستحقها، وأن تحديد العمر يعود من أجل إتاحة الفرصة لكبار السن أولاً من أجل أداء فريضة الحج، حيث إنهم الأحق بذلك".

ويؤكد شلاعطة، أن تاريخ المسلمين من "عرب 48" مع الحج يحمل الكثير من الذكريات، خاصة في الـ30 عاماً التي منعوا منها من الحج أو من التواصل مع العالم الخارجي، ويقول شلاعطة: "كانت أيام مرة مرت علينا في تلك السنوات"، ويضيف بعد ذلك سمح لمسلمي 48 بالحج، وبدأ الأمر بـ400 حاج، ومن ثم تطور الأمر لتصل الحصة المقررة لهم إلى 4600 حاج، قبل أن تتقلص بنسبة 20% من كل بعثات الحج، وذلك نظراً لأعمال التوسعة في الحرم المكي.

ويضيف شلاعطة، أن ترتيبات الحج تبدأ من مكاتب تديرها لجنة التنسيق في عدة مناطق يقطنها مسلمو 48 تبدأ باستقبال الحجاج، وترتيب إجراءاتهم ومن ثم تجاوز المعابر الإسرائيلية باتجاه الأردن لتتم من هناك باقي الإجراءات من أجل التوجه للأرض المقدسة، وذلك عبر جوازات سفر أردنية مؤقتة، بديلة لجواز السفر الإسرائيلي، ومن ثم يتنقل الحجاج من الأردن إلى المملكة لأداء نسكهم.

ونوه شلاعطة بما تجده بعثة مسلمي 48 من اهتمام ورعاية من قبل المملكة، وخص بالشكر خادم الحرمين الملك عبدالله، على ما يقدمه لخدمة الإسلام والمسلمين في كافة بقاع الأرض، وأضاف أنه ورغم أن الحصة المقررة لنا أكبر من النصاب الذي من المفترض أن نأخذه إلا أننا نأمل أن يكون العدد أكبر.

يذكر أن عرب 48 يُطلق عليهم أيضًا اسم عرب الداخل أو فلسطينيو الداخل، هم الفلسطينيون الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (بحدود الخط الأخضر، أي خط الهدنة 1948)، يشار إليهم أيضًا في إسرائيل بمصطلحي "عرب إسرائيل" أو "الوسط العربي"، كما يستخدم أحيانا مصطلح "الأقلية العربية"، هؤلاء العرب هم الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد أن احتلت إسرائيل الأقاليم التي يعيشون فيها وبعد إنشاء دولة إسرائيل بالحدود التي هي عليها اليوم. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% من العرب في إسرائيل.

يُقدّر عدد فلسطينيي الداخل بالإضافة إلى العرب الحائزين على مكانة "مقيم دائم" في المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد حرب 1967 وضمتها في 1981 (القدس الشرقية والجولان)، بما يقارب مليون ونصف نسمة، أي 20.4% من السكان الإسرائيليين، وهم يقيمون في خمس مناطق رئيسية، وهي الجليل، المثلث، الجولان، القدس وشمالي النقب.