أصبح ملفتاً للنظر توجه أفواج الحجاج، وخصوصاً من أفريقيا والهند، إلى محال "الذهب" في أهم الأسواق المركزية بجدة المتخصصة في بيع الذهب، مثل "سوق اليمامة" الشهير، على الرغم من ارتفاع سعره محلياً مقارنة ببلدان معظم الحجاج.
الطريف في الأمر وأنت تستمع للغة البيع والشراء، تجدها بعيدة تمام البعد عن لغة "الضاد"، فأكثر البائعين أضحوا يتحدثون باللغات الهندية والأفريقية المختلفة، بسبب احتكاكهم الكبير مع الحجاج.
ما يثير الدهشة هو أن الهند وبعض الدول الأفريقية تشتهر بأنواع وأسعار مميزة للذهب، ورغم ذلك يقبلون على شرائه عند مقدمهم للمملكة لأداء المناسك، وهنا يمكن الاستدلال بحديث نائب رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بجدة علي صالح الكندي، الذي يحدد معيارين أساسيين لمقصدهم من عملية الشراء، أولها السعر المعقول غير المرتفع في سعر جرام الذهب أو الأونصة، فيما العامل الثاني يتحدد بـ"تنوع" تصاميم الذهب الأصفر السعودي بشكل كبير.
ويقول الكندي لـ"الوطن": "الكثير من الحجاج يدركون جودة التصنيع المحلي في المملكة، ومدينة جدة على وجه الخصوص، لذا ترتفع الحركة الشرائية في هذه الأيام بشكل متصاعد بنسبة كبيرة".
ويضيف الكندي أن مناطق بيع الذهب في منظومة المنطقة المركزية – في إشارة إلى جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة- يشهدون جميعاً حركة بيع متطورة، للتميز في البضائع المعروضة في السوق المحلي.
وحيال عدد المحال المتخصصة في بيع الذهب للحجيج في مناطق المركزية بالمنطقة الغربية، يشير نائب رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بجدة إلى تواجد أكثر من 1000 محل، أغلبها في محافظة جدة بواقع يزيد عن 600 محل، والمدينة المنورة ومكة المكرمة بواقع يزيد قليلاً عن 250 محلا.
وتعد منطقة البلد المركزية، منطقة جذب للحجيج، ففي إحدى المحال كانت أسرة هندية تفاوض البائع على شراء طقم ذهب عيار 21، وعند توجيه السؤال للبائع عن الموديلات التي يفضلها الحجيج، أكد أنهم يستهوون الموديلات المحلية القديمة، وبخاصة أسوار المعاصم، حيث إن بعضهم يؤجل شراء تجهيزات ذهب ابنته للحج، لما يسمعه عن جودة الذهب الأصفر المباع في المملكة، بالإضافة إلى التنوع في الموديلات المحلية أو البحرينية أو التركية أو الهندية، وإن جودة المصنعية تلعب دوراً كبيراً في عملية الشراء.