دائما والسلبيات مهما صغر حجمها وقيمتها فإنها تأخذ حيزا أكبر من الإيجابيات في أي عمل، والإعلام – بطبعه - يهتم بها تسويقيا وبحثا عن الإثارة التي تسيء ولا تخدم، والواضح أن الكثير من إيجابيات دورة الخليج الـ22 بالرياض، وهي في منعطفها النهائي، لم تأخذ حيزها المناسب في عدد من وسائل الإعلام.
واليوم ألقي الضوء على جانب مضيء أضاف الكثير إلى نجاح تنظيم البطولة الأخوية، التي تحظى باهتمام كبير من الجميع داخل الخليج وخارجه، وأعني هنا "المتطوعين" من جامعة الملك سعود، وهم شباب في مقتبل العمر يعملون بجد واحترام وإخلاص وتفان وابتسامة.
مفرح جدا أن نشاهد هذا العدد الكبير من المتطوعين لخدمة الضيوف والإسهام بفعالية في إنجاح مهامهم بكفاءة لمصلحة عامة تصب في خدمة الوطن وتيسير سبل النجاح للجميع، وفي الوقت ذاته الاستفادة من هذه التجربة "التطوعية" التي فوائدها كبيرة في المستقبل ببناء علاقات جيدة وإثبات الذات بإتقان العمل مما يساعد على كسب وظيفة بعد التخرج، بل إن المؤسسات الإعلامية تتحين بروز مبدعين من خلال مثل هذه الفرصة لمد يد العون واستثمار عقول الشباب المتحمسين المؤهلين أكاديميا لفائدة المجتمع.
ولكي أتيقن بدلائل دامغة فقد سألت عددا من الزملاء الضيوف والمشاركين داخل الفندق وخارجه فلم أجد سوى الثناء والعبارات الرنانة والدعاء الطيب الرطب بالتوفيق لهؤلاء الشباب، مع الإشادة بكل ما تقدمه اللجنة الإعلامية بقيادة الزميل رجاء الله السلمي، وهنا أشدد على أننا "جميعا" مهما قدمنا وساهمنا فإنه أقل واجب تجاه وطننا الغالي بما يجلب السعادة لضيوفنا وأشقائنا الأعزاء، فهم ونحن لبعض.
وفي هذا المقام، أثمن أيضا حسن تعامل الزملاء من مختلف الدول وحرصهم الشديد على نجاح البطولة وأن يكون تجمعنا في الرياض مثاليا، لا سيما أن عدد الإعلاميين تجاوز الألفين برقم قياسي للبطولات الخليجية.
وفي صدد "التطوع" فإنه يشمل كل الفئات والأعمار والمستويات في مفاهيم من سبقونا كثيرا على أرض الواقع في مثل هذا العمل، ولن أنسى مواقف في عدد من البطولات والمناسبات العالمية، لكن أهمها كان في إحدى الدول الأوروبية حينما ناقشت سائق سيارة مخصصة للضيوف وقدم نفسه بأنه "متطوع" ترك عيادته الطبية برتبة "دكتور" ليستفيد من هذه المناسبة العالمية في "بناء علاقاتط وخدمة وطنه بأي طريقة، وأن يكون من منصبه واسمه "قدوة" للشباب. وشدد على أنه مستمتع بهذا العمل رغم عدم اهتمامه بالرياضة التنافسية، خصوصا كرة القدم، ولكنه فوجئ بقيمة الحدث الرياضي في تحقيق سمعة طيبة للبلد، لا سيما أنه يضم مختلف الثقافات والجنسيات والأجناس.
وفي هذا المقام، أتمنى أن تتوسع رقعة ثقافة التطوع في كل المجالات، وهذا ما لمسته في بعض الملتقيات والمعارض وبطولات خليجية، لكنها مقصورة على الشباب، في حين أن من يجد في نفسه الرغبة المتوجة بالحماس والحيوية فمن واجبه تسخير خبرته لمصلحة الوطن وشبابه من الجنسين.
والأكيد أن مختلف اللجان قامت بعملها، حيث لاحظنا تطورا مثاليا في كثير من المواقع بمشاركة عدد من الجهات بمختلف التخصصات.
ولن أغفل دور المتطوعين في جمعيات خيرية طلبا للثواب والأجر ومساعدة المحتاجين بما يؤكد التعاضد والتكاتف والمساواة، اقتداء بهدي نبينا محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، وهو خير ختام لحديثي اليوم، سائلا العلي القدير التوفيق للجميع، وأن نشاهد الأفضل والأجمل في ما تبقى من "خليجي 22"، وما يعزز تفاؤلنا بمستقبل مشرق لكل اللقاءات الخليجية.