حينما تتحدث عن ثقافة العمل التطوعي ستقف مشدوهاً أمام إنجازات العالم.. الإحصاءات المتوافرة تقول إن عدد المتطوعين في أميركا وحدها يتجاوز 90 مليون شخص.. معدل ساعات التطوع يوازي عمل تسعة ملايين موظف!

- في بلادنا أعتبر منطقة القصيم من أولى المناطق في تعزيز مفهوم العمل التطوعي.. وإشراك الناس في خدمة مجتمعها المحلي..

مراكز اجتماعية كثيرة تعمل منذ سنوات طويلة، في الوقت الذي كان الآخرون لا يعرفون عن العمل الاجتماعي سوى ما يقرؤونه في الكتب والدفاتر!

أصبح العمل التطوعي ثقافة متجذرة لدى غالبية أهل المنطقة.. ولذلك لا تستغرب حينما تجد العمل المؤسسي المدني ينمو في هذه المنطقة أكثر من غيرها، ويجد الدعم وتتوفر له الإمكانات البشرية والمادية.

- ما يثير الاستغراب هو الانكماش.. الاستدارة إلى الخلف.. يقول التحقيق الصحفي إن عدداً من المواطنين ورجال الأعمال هناك طالبوا بضم لجان أصدقاء المرضى إلى الجمعيات الخيرية!

- تضطر أحياناً لقراءة الخبر مرتين حتى تتأكد من مضمونه ومصدره.. إذ كيف يكون لديك مؤسسة خيرية تطوعية بشخصية وإدارة مستقلة، وحساب خاص، وتتمتع بقرار منفرد، وتأتي لتطالب بطمس هويتها، ودمجها تحت مظلة أخرى!

- كيف وأنت تطالب بدمجها تحت مظلة "الجمعيات الخيرية" التي تزال يعاني بعضها من الترهل الإداري والعزلة عن المجتمع المحلي، بل ولا تحظى بتفاعل كثير من شرائح المجتمع على العكس من الجمعيات الناشئة الأخرى.. أليس مُحبطاً أن نسعى ونضغط لإنشاء العديد من المؤسسات التطوعية، وتخرج لنا فعاليات شعبية تعمل عكس ذلك؟!

- الخلاصة: إن فعلها أهل القصيم - وأنا أعني ما أقول - ودمجوا لجان أصدقاء المرضى هناك تحت مظلات الجمعيات الخيرية فستتبعها بعض المناطق، وستكون خطوة أولى نحو دمج مؤسسات أخرى، و"كأنك يابو زيد ما غزيت"!