يبدو أن مناخ موسم الحج الحالي سيكون مختلفاً ومغايراً عن غيره من السنين الماضية، فعلامات التجهيزات الحالية وأنت تطأ بقدميك منفذ صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، تعطيك انطباعاً عاماً بأن "التطبيقات الإلكترونية"، التي انتهجتها وزارة الحج خلال سنوات عديدة بدأت تؤتي ثمارها، منذ وصول الحاج للأراضي المقدسة.
الحاج مظفر رسول، القادم من إحدى ضواحي عاصمة إقليم البنجاب الباكستانية لاهور، والذي عبر لتوه من منطقة الجوازات بصالة الحج، ليسلمه بعد ذلك لأحد موظفي وزارة الحج، الذي وضع بدوره رقم "باركود إلكتروني" على "وثيقة سفر" رسول الأربعيني الذي قدم للمرة الأولى لأداء المناسك، بجانب تأشيرة الحج التي حصل عليها من سفارة المملكة بإسلام أباد. لم يكتفِ مظفر فالفضول دفعه لسؤال أحد العاملين بالنقابة العامة للسيارات -قبل أن يتوجه لركوب الحافلة التي ستقله- بالإيماء لعدم إجادته للعربية أو الإنجليزية، وهي بمثابة ما هذا؟ ليجيبه العامل بقوله: "باركود"، دون أي إضافات أخرى، حيث أومأ الحاج الباكستاني مع ابتسامة عريضة أشعر فيها من حوله بـ"فهم المعنى".
أحد موظفي مؤسسات الطوافة المعتكفين بمطار صالة الحجاج، كان يقوم بتوجيه "قارئ الباركود" أو "القارئ الإلكتروني"، نحو جوازات سفر الحجاج، اقتربنا منه لسؤاله عما يفعل، إلا أنه اعتذر عن التحدث مع الصحفيين، لعدم دخول ذلك ضمن صلاحيات عمله بالمؤسسة التي يعمل بها، إلا أنه اكتفى بإشارة سريعة وبلغة محلية دارجة: "يا سيدي هذا الباركود ريحنا كثيير في التعامل مع الحجاج".
معلومات وزارة الحج تصنف "الباركود" ضمن خدماتها الإلكترونية، التي دخلت الخدمة منذ أكثر من 10 سنوات تقريباً، والتي سهلت على العديد من الجهات المعنية بإطار منظومة الحج كهيئة الحصر والتوزيع وهو قطاع خاص تشرف عليه وزارة الحج، والمؤسسة الأهلية للأدلاء، ومؤسسات الطوافة المختلفة، إضافة إلى النقابة العامة للسيارات، بل إن عدداً من مسؤولي الوزارة يصنفون خدمة "الباركود" بقوة وزارة الحج الناعمة.
"باركود الحجاج"، يقوم بمهمة أساسية اختصر من خلالها العديد من الإجراءات التي كانت تأخذ وقتاً أطول في توثيق بيانات ضيوف الرحمن، أو الحصول على معلومات الحاج من بعض الجهات وبخاصة الجوازات.