نعم لقد جار الزمن على المنتخب السعودي وأصبح في أضعف مستوى فني له منذ 1982، عندما حقق ثالث دورة الألعاب الآسيوية بالهند وفاز بعدها بكل جرأة على الكويت (في عزها) في تصفيات كاس العالم العسكرية 3/1 حتى الوصول إلى دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عبر تصفيات قارية نهائية تاريخية أقيمت في سنغافورة عام 1984.
فرحة عارمة في الجهازين الفني والإداري للمنتخب السعودي بعد الفوز على منتحب اليمن المتطور جدا، الذي يحتاج إلى ربع الدعم الذي تجده بعض المنتخبات الخليجية ليعتلي القمة، وينافس بقوة ويصبح اسما صعبا في القارة الآسيوية لأن كل مكونات الإبداع موجودة في اليمن من كثافة السكان والفقر وهما أساس مواهب الكرة البرازيلية.
المنتخب السعودي الذي عاش أكثر من حقبتين زمنيتين امتدتا من 1984 حتى 2006 وهو يتربع على العرش الآسيوي، فهنا بطل وهنا وصيف، وهناك مشارك بالمونديال نجده يتلقى التبريكات والتهاني على فوز صعب بهدف على المنتخب اليمني في دورة الخليج وعلى أرضه وبين جماهيره.
ماذا ننتظر من منتخب بهذا الطموح والحضور في كأس أمم آسيا بعد شهرين في أستراليا 2015 عندما يقارع اليابان وكوريا وأستراليا وإيران، بل ماذا سيفعل مع المنتخبات الخليجية الشقيقة هناك وهو يعيش هذا الوضع الفني التكتيكي والنفسي المتردي؟
على مستوى العناصر الموهوبة والمهارية تظل الكرة السعودية في مقدمة دول غرب آسيا بلا منازع وهي نتيجة طبيعية للإرث الكبير الذي عشناه منذ أسس الأمير فيصل بن فهد الدعم الحكومي الجبار لقطاع الرياضة ووضع البنية التحتية لكرة القدم السعودية منتصف السبعينات الميلادية.
ما ينقص الكرة السعودية حاليا هو الرؤية والخطة المستقبلية المرسومة من قبل مختصين فنيين وإداريين وخبراء في مجال اللعبة، لأننا أصبحنا نلهث خلف أي منجز "صغير" لإسكات الجمهور والاعلام والمسؤولين، فمثلا التقدم في التصنيف الدولي الشهري للمنتخبات "الذي نلهث خلفه" لا يمكن أن يتم من خلال الفوز بمباراة أو تعادل مع منتخب عالمي وإنما هو إفراز لعمل تراكمي فني إداري منظم وواضح.
وطالما أننا لم نصل إلى تصنيف يضعنا ضمن أفضل خمسين منتخبا في القائمة الشهرية الصادرة من فيفا بشكل دائم ومستمر، فإننا نظل بعيدين عن تحقيق المنجزات مثل الفوز بكأس أمم آسيا والوصول إلى المونديال والصعود إلى الدور الثاني ومقارعة المنتخبات العالمية بشكل حقيقي ومدروس وليس من خلال تعادل عابر أو فوز تدعمه الصدفة.
اليوم تلعب مباريات دور الأربعة وهي محك قوي جدا وجولة حاسمة مهمة للمنتخبات الأربعة وأيهما يستحق الوصول إلى النهائي الكبير، فالسعودية تقابل الإمارات، وقطر تلتقي عمان، والجماهير السعودية لن ترضى بغير تحقيق كأس الدورة الذي سيكون إعدادا نفسيا ممتازا لكأس أمم آسيا وقد يؤجل بعض القرارات التي يتحدث عنها الشارع الرياضي هذه الأيام حول تغيير جهاز فني أو إداري قبل البطولة القارية أو حتى تغيير المنظومة الكروية برمتها في حال حدثت استقالات واسعة.