فقدت أمانة جدة بوصلتها على الأرض؛ فلم تعد تعلم من أين يخرج الماء؟ ولا كيف تنبت الحفر التي تبتلع البشر؟ وهو ما دعاها إلى الاستعانة بالمواطنين لمساعدتها في معرفة ما يحدث على الأرض، لأن الوضع أصبح صعبا، والعمل بالمقولة المأثورة: "قوم تعانوا ما ذلوا".
طلبت الأمانة أول من أمس من أهالي المدينة الموعودة بالجوائز والألقاب، أن يصوروا لها تجمعات الماء ويرسلوا الصور إلى حساباتها الافتراضية على الشبكة، وهي بدورها ستباشر الوجود على الأرض، وزيارة هذه المواقع لسحب المياه، وقبل ذلك طلبت من الأهالي تصوير الحفر وإرسالها إليها حتى يتم التعامل معها قبل أن يسقط بها أحد.
هذه الطريقة مقبولة في زمن انتشار وسائل التواصل، ومن باب تسهيل وصول البلاغات على اعتبار أنها حالة طارئة، وبالتالي يتوجب على المواطنين التعاون مع أمانتهم الموقرة وإمدادها بكل المعلومات، وفي الغالب سيكون تعاون المواطن كاملا بالصور والفيديو، وربما التقارير اليومية والحوارات، فهو من يحتاج الغوث حين تتجمع المياه أمام منزله، وحين يحوم أطفاله على حفر الصرف الصحي المغلقة/المفتوحة، ولكن من يضمن تعاون الأمانة وقيامها بواجبها في حينه، ولاحقا تعهدها بألا يتجمع ماء ولا تفتح حفر.