في أثناء تجولي مع عصفوري الأزرق لمشاهدة التغريدات، صادفت أحد الأصدقاء يغرد مباركا لآخر بحصوله على الماجستير، فوسوس لي قريني أن أبارك لصديق صديقي مع تمنياتي بالعُقبى لصديقي، وكانت القنبلة من حيث لا أدري؛ فخلال ثوان معدودات انطلقت تغريدات كالرصاص من فرقة الضبط الأكاديمي التي تحمل لواء: "#هلكوني"، ليتحول الحوار حينها إلى منطقة قصف بذخيرة حية لصاحب الشهادة التي وصفها قائد الكتيبة الدكتور موافق الرويلي بأنها شهادة وهمية!
بصراحة، هذا الموضوع بحاجة إلى تدخل عاجل من الجهة ذات الاختصاص، فمن غير المعقول أن تكون في خانة المسكوت عنه، فوزارة التعليم العالي تلزم الصمت وهي المعنية الأولى بهذا الشأن، أما مجلس الشورى، فكالعادة ربما انشغل بمواضيع أهم.
علينا أن ننتظر كثيرا قبل أن نصفق إعجابا بمخرجاتهم وقد نوجه البوصلة قليلا نحو هيئة مكافحة الفساد "نزاهة"، لكن ما يجعلني لا أتفاءل كثيرا هو صمتها عن كل تجاوز إلا "ثرثرة" البعض وحديثهم على استحياء عن أن أحد منسوبيها استولى على كتاب ونسبه لنفسه! لذلك علينا البحث عن جهة تكتب الفصل الأخير لمن تملكتهم شهوة "الدال"، حتى وإن كانت مقابل تحملهم سياط بعض المغردين، طالما عجزت مؤسسات الدولة عن البت في هذه القضية.
ويبقى السؤال: من يعلق الجرس؟ من يفسر لنا الفرق بين الجامعات الوهمية والجامعات الضعيفة أكاديميا؟ من يشرح لنا الفرق بين: الجامعة السعودية الإلكترونية، والدراسة عن بعد في إحدى كبريات الجامعات العالمية؟ من يحلحل ملف التصنيف المهني للشهادات الأكاديمية؟ من يستخرج فائدة واحدة من وجود ديوان للخدمة المدنية ينظر بخجل لكل هذه القضايا؟ من يعترف بهذه الشهادات؟ من خطف فرصة وظيفية لا يستحقها بسبب شرائه الماجستير أو الدكتوراه؟
هل من مجيب؟