الحمد لله، تعيش دولتنا بين اضطرابات وفتن الجوار، بشكل مغاير يليق بتنامي الدور الإصلاحي والتنموي. اعتدنا اختيار قائدنا ضمن القادة المتميزين، فليس مستغربا اختيار خادم الحرمين الشريفين "القائد الأول عربيا" بقائمة "الأقوى تأثيراً" عالمياً، لهذا العام. هو الأول كل عام بيننا بإنجازاته المحلية، والخليجية، وتوجناها بعودة السفراء إلى دولة قطر وبإنهاء الخلاف الخليجي "قمة الرياض2014"، بمواكبة متحضرة لفعاليات اليوم الدولي للتسامح 16 نوفمبر.
تتقدم بلادنا رغم استياء المتكسبين المستغلين لأحداث مأساوية يمر بها العالم العربي، والأوضاع التنموية المتباينة التي تشهدها جميع البلدان، إلا أن الوطن ينمو والتعتيم والتجاهل ممن يجيدون الانتحاب وغياب التعليق لا تحجب الشمس.
الأسبوع الماضي، إلى جانب تصنيف مجلة فوربس الأميركية، وكون الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي يقودها الملك عبدالله في المملكة تحظى بقبول كبير من السعوديين، كشفت المجلة في تقريرها "6 نوفمبر الجاري" تصدر اسم الملك عبدالله القادة العرب في قائمتها السنوية للشخصيات "الأقوى نفوذاً وتأثيراً في عام 2014"، إلى جانب ذلك المملكة تتبوأ المرتبة 34 عالمياً والثانية عربياً وخليجياً والعاشرة بمجموعة العشرين في التنمية البشرية، وحققت تطوراً إيجابياً وفقا لتقرير التنمية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2014.
المراتب لا تهم، ولكنها جزء من تقييم أي تجربة "تبوأت السعودية المرتبة 34 عالمياً مقارنة بالمركز 57 في تقرير عام 2013"، لتنتقل إلى مجموعة الدول ذات التنمية البشرية "المرتفعة جداً"، وهو تطور لترتيب المملكة في دليل التنمية البشرية منذ إطلاقه عام1990، وتحسن ترتيبها بأعلى من المعدل العالمي، ومن معدل تحسن ترتيب مجموعات الدول الأخرى يعني: "نجاح" لم يترجمه إعلامنا ونخبنا..!
من جانب آخر، يحسب للسعوديين اعتبار الهجوم الإرهابي الذي وقع في بلدة الدالوة -10 محرم كأول اعتداء طائفي منذ تأسيس بلادنا، ومن حثالة مختلين تكلل بإعلان "القبض على كل من اشترك في حادثة الدالوة" في فترة قياسية، بما يعني أن الشعب ليس من تزايد عليه بعض وسائل الإعلام، وتنعته بالطائفية والتطرف، ويمثل غالبية صامتة تعمل وتتحرك في الأزمات لا ترى أهمية للاستعراض الإعلامي، لكنها إذا اشتدت الشدائد تتقدم الصفوف وتنهض بواجبها.
من مشهد عزاء الدالوة المهيب إلى تبوك التي أطلقت على دفعة طلاب متفوقين "دفعة الدالوة"، إلى مشهد وفد أهالي الرياض لأداء واجب العزاء، مصابنا أليم، ولن ننسى، لكننا أسرة عملاقة ممتدة بامتداد الوطن، حباها الله بقيادة حكيمة، وشعب واع متميز. ونأمل أن يرتقي إعلامنا إلى مستوى الشعب والقيادة والتطور الحضاري الوطني.