يشكل الفريق الكروي الأول بنادي شرورة بنجران إحدى المفارقات العجيبة في المنافسات الكروية المحلية، وربما الدولية، حيث يخوض لاعبوه كل موسم الدوري الأقصر في العالم، الذي يقام من مباراتين فقط، بل في بعض المواسم لايتخطى مباراة واحدة، حتى إن الأمر تطور هذه المرة بعدم تواجد الفريق في أي مسابقة رسمية، رغم توفر كافة الإمكانات من منشأة مجهزة ومدربين ولاعبين.
وأبدى عدد كبير من مسؤولي النادي ولاعبيه تذمرهم من هذا الوضع، حيث أشار أمين عام النادي علي بقشان، أن شرورة "النادي الوحيد في العالم الذي لا يخوض فريقه الأول أي مسابقة رسمية إطلاقا"، وقال لـ"الوطن": "كنا نتذمر في السابق من لعب مباراة أو مباراتين فقط، فعندما هبط نادي الأخدود لمصاف أندية الدرجة الثالثة كنا نلتقيهم ذهابا وإيابا، ولكن بعودته للدرجة الثانية أصبحنا بدون دوري"، مضيفا: "من غير المنطق أن يتدرب الفريق طوال ستة أشهر ونخسر مدربين وتكاليف كثيرة وفي النهاية لا نجد من نلعب معه، فنحن ناد سعودي يندرج تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم"، كاشفا أنهم طالبوا رئيس لجنة المسابقات هاتفيا وخطيا بأن يتم ضمهم إلى مكتب مكة أو مكتب عسير، بيد أنهم فوجئوا بمطالبتهم للنادي إحضار موافقة أحد المكتبين، مستدركا: "ردهم كان مستغربا لأنهم أصحاب القرار وهم مرجعنا الرسمي"، وأضاف: "قدمنا خطابا لمكتب رعاية الشباب بمنطقة نجران ووعدونا خيرا، ومحافظة شرورة لا تطلب إلا حقاً مشروعاً لها ولشبابها ومساواتنا بغيرنا في المناطق الأخرى".
هذا التجاهل أثار أيضا استغراب نائب رئيس النادي، محمد النهدي، الذي بادر بالتأكيد على أن إدارة النادي "أشخاص متطوعون ويعملون من أجل شباب المنطقة وتوفير كافة الإمكانات لهم وفي النهاية نجد نادينا مهمشاً، وغير داخل في حسابات المسابقات السعودية"، وأشار إلى لجنة المسابقات ردت على خطابهم بأن ينتظروا حتى يتم تحديد مباراة واحدة للنادي أمام أحد أبطال المناطق، متسائلا: "كيف يريدون منا لعب مباراة واحدة في الموسم؟، وماذا عن حال اللاعبين الذين يتدربون ويجتهدون وفي النهاية يلعبون مباراة واحدة فقط أمام فريق خاض تصفيات كاملة وجاهزيته أفضل منا؟، حتى أننا عجزنا عن إيجاد مباريات ودية للفريق". مضيفا: "قبل ثلاثة مواسم لعبنا ضمن مكتب مكة المكرمة وقدمنا مستويات مميزة واكتشفنا مواهب رائعة، لكن بعد هبوط الأخدود لمصاف أندية الثالثة، عدنا لنجران ولعبنا مباراتين وفي الموسم الذي يليه تأهل الأخدود للدرجة الثانية، ثم لعبنا مباراة مع فريق من عسير، وهذا الموسم نحن بلا دوري"، مختتما: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه فمن الأفضل لنا أن نلعب في الحواري، وللمعلومية لم نخبر لاعبينا بأننا لم ندخل في الدوري هذا الموسم وتركناهم يتمرنون بانتظار تحسن الوضع"، متمنيا أن تجد معاناتهم آذانا صاغية من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالالتفات تجاه نادي شرورة وحماية شبابه من الفراغ الذي يواجهونه.