يأتي بيان الديوان الملكي بعد قمة الرياض، الذي أكد فيه خادم الحرمين - حفظه الله -: "حرصنا في اتفاق الرياض على وقوفنا جميعاً مع مصر، ووضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق ونبذ الخلاف لمواجهة تحديات أمتنا العربية والإسلامية، وبدء صفحة جديدة ليس لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فحسب بل لمصلحة شعوب أمتنا العربية والإسلامية وتقتضي مصالحها العليا أن تكون وسائل الإعلام معُينة لها لتحقيق الخير ودافعة للشر. وإني على يقين أن قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في دولنا سيسعون لتحقيق هذا التقارب الذي نهدف منه إلى إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه".

لم تذكر أي مهنة أخرى مع الإعلام بقطاعاته "خارجي وداخلي، محلي وعربي" في البيان، ما يشير إلى أن هناك من يحترم نفسه ومهنته، والأهم وطنه، فيكتب وينتقد بحب ويذكر المزايا بفخر، وعندما تتحسن الأمور التي تحدث عنها يذكر ذلك ويشيد به ويتفاءل لأنه وطني وإيجابي ومسهم في الحلول كما أسهم في النقد البناء، لكن هناك الملوثون بالسلبية المزمنة ولا أعمم، فليس كل "يساري أو يميني التوجه والتفكير" يعاني من نظرة أحادية، ولكن كل من يمرر للناس القتامة والسوداوية لا يستحق متابعته، هذا زمن يحب الناس فيه الإيجابية، وتأليف القلوب والعمل بقاعدة: "فليقل خيرا أو ليصمت".

أسهم الإعلام العربي في هدم دول ومؤسسات باختياره ألا يصمت ولا يقول خيرا، والمخرجات "دمار عربي".

محليا لم نسلم من إعلام "المكابرة على ذكر الحقائق، والنقد بتوازن، والتوقف عن المزايدات على جهود الإصلاح والتنمية"، المفارقة أن من يضخم ويهول من مشكلاتنا يمتدح التنمية في دول سبقتها تجربتنا دون مراعاة الفوارق والبون الشاسع، ومساحة بلادنا، موقف سلبي منبعه جحود النعم وتوسل النجومية ببدائية وملائكية زائفة، وهي وسيلة كانت مجدية قبل الدمار العربي، والدول نفسها التي يقارنون السعودية بها ويمتدحون مواطنيها لا تحترم هذا السلوك المنبوذ، فمن لا يقدر وطنه ويبرز مقوماته ووحدته ليس لثنائه على تجارب الآخرين قيمة وهو لم ينصف وطنه.

هذا زمن الإيجابيين القياديين الفخورين بأوطانهم المتحملين لمسؤولياتهم، يستحق الوطن والمواطن من قادة الإعلام صفحة جديدة تليق بشعبنا وبوطننا وقائدنا ومنجزاتنا.