كنا نقول "رب ضارة نافعة"، وأصبحنا نعكسها "رب نافعة ضارة"!

كان البشر ينتظرون مشروع الصرف الصحي ليكون منقذا لهم، لكن "بعضها" تحول إلى حفر صرف البشر إلى الموت! هل أصبحت مشاريع الصرف الصحي، مقابر للبشر؟

كنا وما زلنا نقول في كل ما حدث من أضرار الأمطار والسيول: لعلها تكون سببا في يقظة ضمير المسؤول؛ إلا أنه لم يستيقظ، حتى بدأنا نرجو "المطر" أن يرحمنا: "حوالينا ولا علينا"!

أقصى مطالبات المواطن الذي أصبح يخاف "المطر"، أن يتخلص "المسؤول" من ردود الفعل الموقتة التي لا تتجاوز "جولة تفقدية" بعد أن "يقع الفأس في الرأس"!

لنا كل عام موعد مع "نشر غسيل التنمية" بفعل المطر الذي يعلق كل شيء على الحبل، لكن "بعض" المسؤولين بلا أعين وبلا ضمير وبلا إحساس!

قلنا وسنقول: ليس خطأ أن يغرق منزل، لكنه دليل على فشل "البلدية" في تحديد منسوب الحي، وليس خطأ أن يغرق مطار أو جامعة، لكنه دليل على فشل المقاول والمسؤول الذي وقع على جودة عمل المقاول.

كنا نقول: الطرق التي لم تصمد أمام السيل، دليل على سوء تنفيذ مشاريع الطرق من المقاول، ودليل ضعف إشراف فروع وزارة النقل على منفذي المشاريع، وربما من شدة اليأس سنطالب يوما بعدم الاستسقاء، ونظهر كره المطر بسبب "مسؤول"!

العام الماضي تم إغلاق طريق الشمال الدولي يومين متتاليين بسبب جريان الأودية والشعاب ـ في حدث متكرر سنويا ـ وهو إيحاء بأن فرع وزارة النقل لا يحسب لطريق الشمال الدولي أي أهمية، وأهل الشمال يسألون وزير النقل: متى يكون للشمال طريق "سريع"؟

موسميا، يتم تصريف مياه الأمطار والسيول من الأحياء شفطا بـ"وايتات" البلدية، وهو دليل على أن البلديات تعالج بحلول موقتة أصبحت دائمة. يقول الخبر: "رصدت أمانة محافظة جدة عقب هطول الأمطار نحو 426 موقعا لتجمع المياه، وسحبت 3 ملايين متر مكعب من المياه المتجمعة"!

نشكو كثيرا شح المياه، ونشكو كثيرا غزارة الأمطار.. أليس في ذلك تناقض؟ أين وزارة الزراعة؟ وأين وزارة المياه؟

كان ربيع الشمال العام الماضي عنوانا للرحلات البرية، وتساءلت هنا: هل تفكر هيئة السياحة في استغلال الربيع بسياحة موسمية؟ وهذا العام أكرر: هل تفكر "السياحة" باستثمار الربيع أينما حل؟