خطت منطقة المدينة المنورة ومحافظاتها خطوات متتالية خلال عام 2014 في مجالات التنمية التي طالت المكان والإنسان نحو تحقيق رفاهية المواطن والمقيم، وخلق منظومة متكاملة من الخدمات التي تستهدف النهوض بالمنطقة عبر مشاريع متتالية بعضها انتهت والأخرى ما زالت تحت التنفيذ.
التنمية والمشروعات المتزامنة التي تشهدها طيبة ومحافظاتها تؤكد أن التنمية التي خطت في قلب المدينة المقدسة انطلقت نحو المحافظات والأطراف لتحقيق التنمية المتوازنة وسط متابعة وإشراف مباشر من أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان.
مدينة الحجاج
ففي عام 2014 باشرت وزارة الحج إنشاء مدينة متكاملة للحجاج والمعتمرين في ميناء محافظة ينبع البحري بتكلفة 65 مليون ريال، وتقرر فتح المجال لاستثمارها من قبل القطاع الخاص وفق المنهجية التي ترقى لخدمة الحجاج ورعايتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بعد قضاء نسكهم.
وزير الحج أكد أثناء تدشين المشروع في محافظة ينبع؛ أن هذا المشروع يأتي في إطار حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على توفير كل الإمكانات البشرية والمادية لجعل رحلة الحج والعمرة والزيارة إلى السعودية سهلة وميسرة، من خلال تقديم أفضل الخدمات للحاج والمعتمر لأداء مناسكهم بكل يسر وأمان واطمئنان. وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين وجه بتنفيذ كثير من المشروعات في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من توسعة جسر الجمرات والمطار وتوسعة الحرمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومشروع النقل العام في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي جدة، وقطار الحرمين والمترو، وغيرها من المشروعات العملاقة التي تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج لجعل الحج سهلا وميسرا على ضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف، مبينا أن مدينة الحجاج والمعتمرين ستكون نقلة نوعية في تقديم أوجه الرعاية وتقديم الخدمات لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين القادمين عن طريق ميناء ينبع، التي سيجري إنشاؤها على مراحل ووفق المواصفات الحديثة والمتطورة.
الطرق والنقل
شهدت المدينة المنورة تطويرا جديدا في شبكات الطرق والنقل خلال عام 2014، ويعد مشروع قطار الحرمين أحد العناصر المهمة في البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة، وهو أكبر مشروع ينفذ حاليًا لخدمة ضيوف الرحمن من أجل تسهيل تنقلاتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم وربط المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري كان قد كشف لـ"الوطن" الأسبوع الماضي، عن أن أعمال المشروع تسير في الوقت الحالي بوتيرة متسارعة لإنهائه، وقال "90% من الأعمال المدنية بمحطة قطار الحرمين بالمدينة المنورة قد أنجزت وأن العربات الخاصة بالقطار ستصل خلال ستة أشهر وسيتم تركيبها وتجربتها قبل موعد التشغيل الفعلي". وقال إن مشروع قطار الحرمين يمثل صورة من صور دعم الدولة لقطاع النقل وتنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله -، بضرورة الحرص على تسهيل سبل التنقل للمواطن والمقيم والزائر، وأهمية ربط مناطق المملكة بشبكة من السكك الحديدية لتكون رافداً مساعداً لشبكة الطرق العملاقة المقامة في المملكة.
وفي مجال النهضة تسهيل الحركة المرورية، باشرت الجهات المعنية بتنفيذ عدد من الجسور والأنفاق وتحسين الطرق المحورية في المدينة المنورة، وافتتح أخيرا جسر "السلام" في خطوة تهدف إلى تيسير الحركة المرورية، حيث يحتوي الجسر على منازل ومطالع جانبية للعمل على تحقيق انسيابية حركة المركبات وفصل مسار المشاة عن مسار المركبات، ويمتد على طول طريق الملك فيصل حتى طريق أبي بكر الصديق يصل طوله إلى 873.50 متراً، ويبلغ عرضه 26.10 متراً.
الصحة
وفي المجال الصحي شهدت منطقة المدينة المنورة تطورا في هذا القطاع الصحي بمتابعة مباشرة من أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، والمتابع للخدمات الصحية في المنطقة يجد أنها شهدت عدة مشاريع حيوية، شملت المرافق الصحية سواء مستشفيات أو مراكز رعاية صحية أولية أو مراكز علاجية متخصصة متقدمة، وحققت المشاريع الخاصة بصحة المنطقة قفزة هائلة ولم تتوقف حتى الآن، ومن بين تلك المشاريع التي تحققت مؤخرا، مستشفى المدينة للنساء والولادة والأطفال بسعة 500 سرير، مركز القلب بسعة 130 سريرا، مستشفى بدر العام بسعة 50 سريرا، مستشفى وادي الفرع العام بسعة 50 سريرا في عام 1428، مستشفى العيص العام بسعة 50 سريرا، مستشفى المهد العام بسعة 50 سريرا، مركز الأمير عبدالعزيز بن ماجد للسكر في عام 1431،
أما المراكز الصحية التي أنشئت خلال السنوات القليلة الماضية فبلغ عددها 22 مركزا في كل من آبار علي، القبلتين، النصر، الشهداء، العوالي، الجرف، العزيزية، باب المجيدي، الخالدية، اليتمة، وفي يبنع مركز الأربعين، الأقيفة، وصحي السميري، والصريف، والرايس، والمسيجيد، والواسطة، وفي العلا كل من الصخيرات، والمغيرة، والديرة، ومركز صحي خيبر، والعشاش، ومراكز صحية استحدثت العام الماضي وهي الهرارة بقطاع المهد، والعقيلة بقطاع خيبر، وحي الجامعة بقطاع العلا، والرزيقية بقطاع العلا والرذايا.
محافظة ينبع
شهدت محافظة ينبع في عهد خادم الحرمين مراحل متتالية من التنمية والتطوير حتى وصلت إلى ما آلت إليه الآن من نهضة صناعية وعمرانية حتى أصبحت تضم إحدى أكبر مدينتين صناعيتين في المملكة ومعقلاً للصناعات الأساسية بالإضافة لعدد كبير من الصناعات التحويلية والمساندة الأخرى، وتأتي مدينة ينبع الصناعية كأحد أهم المدن المهمة ليس فقط على مستوى محافظة ينبع، بل وأيضاً على مستوى المملكة لما تمثله من واجهة صناعية وحضارية مميزة، إذ أسهم افتتاح الطريق السريع الذي يربط (جدة - رابغ - ينبع - المدينة المنورة - القصيم) في تنشيط الحركة التجارية وحركة الاستيراد والتصدير عن طريق ميناءي ينبع التجاري والصناعي.
محافظة العلا
نوه محافظ العلا سعد السحيمي بالدعم الكبير الذي تلقاه محافظة العلا من القيادة الرشيدة ومتابعة من أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان ومن المسؤولين بالهيئة العليا للسياحة كواحدة من أبرز المناطق الثرية بالآثار التاريخية الموغلة في عمق التاريخ، والتي تشكل عامل جذب كبير للتنشيط السياحي للمحافظة. وقال إنه نتج عن هذا الدعم والتسهيلات التي قدمتها الدولة لتنشيط السياحة من خلال فتح الزيارة للمملكة توافد عدد من الوفود الأجنبية الزائرة التي تجد ضالتها في الآثار في هذه المحافظة، مشيراً إلى توفير بعض الفنادق الكبيرة التي تحتضن هذه الوفود.
وأوضح محافظ العلا أن عدد الزوار تضاعف خلال السنوات الماضية مع توجهات الدولة لتوفير عدد من المزايا التي تخدم هذا التوجه، وأن العلا شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً ونموا في عدد من المجالات عبر عدد من المشروعات التنموية.