لم يعتد المجتمع السعودي عموما والرياضي خاصة في العمل الحكومي النقد المباشر لأوجه القصور داخل المنظومة/ أيا كانت، بل تعودنا دائما على "كليشهات" مكررة بأن العمل يتم وفقا لما هو مخطط له وأن الجميع يعملون بإخلاص وأمانة ومصداقية وأنه لا يوجد أحد مقصر إطلاقا في أداء عمله، حتى إن كان سوء العمل والتعثر مكشوفين للجميع.

الأمير عبدالله بن مساعد انتقد بشكل مباشر وصريح اتحاد كرة القدم الذي يقع ضمنيا تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب على الأقل من الناحية اللوجستية، حيث تقدم الدولة كثيرا من تجهيزات البنية التحتية والصيانة والمصروفات، وكذلك شيئا من الدعم المالي للاتحاد.

بل إن الأمير تحدث في تفصيلات دقيقة كالميزانية والديون والخلاف على النظام الأساسي ورؤيته حول مدرب المنتخب الأول وإن كان لم يحدد هل هي إيجابية أم سلبية وحرصه على التأكد من المصروفات في "خليجي 22"، مما استدعاه لتعيين الزميل عادل البطي مديرا تنفيذيا للدورة.

مما يظهر لي من هذا الانتقاد المباشر من سمو الرئيس العام في وسط الدورة، ووسط هذا الصخب الإعلامي الخليجي أن أيام اتحاد كرة القدم أصبحت وشيكة وهذا تأكيد لمقالي في الأسبوع الماضي حول "السقوط الوشيك" لمجلس إدارة الاتحاد كنتيجة حتمية لبطء العمل في هذا الاتحاد وعدم تطبيق النظام الأساسي القائم، والتأخر في إنهاء تعديل النظام الأساسي لعام ونصف العام وكأننا "نصنع شيئا في علم الذرة".

اليوم تلعب السعودية مع اليمن وقطر مع البحرين والأقرب أن قطر والسعودية سيتصدران المجموعة ويذهبان إلى الدور نصف النهائي وهذا قد يؤجل أي قرارات أو استقالات محتملة لأن الفوز بدورة الخليج في النهاية أمر إيجابي كرويا واجتماعيا لأن الجميع يبحث عن أي منجز ودورة الخليج تستحق الفرح.

المرحلة الخطرة ستكون بين دورة الخليج وكأس أمم آسيا والممتدة لستة أسابيع، حيث إن نتيجة الدورة ستؤثر بشكل قوي جدا في استمرار الاتحاد، وقد تلخبط كل الأوراق الفنية والإدارية للاتحاد والمنتخب، فيما سيكون الفوز بكأس آسيا مدعاة لاستمرار الاتحاد حتى نهاية دورته بعد عامين لأن النتائج هي الفيصل في النهاية، حتى إن كان هناك أخطاء إدارية أو مالية.

الإخفاق لا سمح الله، في دورة الخليج وبعد الانتقاد المباشر من المسؤول الرياضي الأول، سيعجل بسقوط الاتحاد، على أن تقوم الجمعية العمومية بتكليف إدارة موقتة بحسب النظام الأساسي المعتمد حاليا، لإدارة شؤون الاتحاد حتى موعد عقد الجمعية العمومية لإجراء انتخابات مبكرة خلال 90 يوما.

لقد حذرت في مقالات عدة من عدم الالتزام بتنفيذ وتطبيق مواد النظام الأساسي للاتحاد ومنح الصلاحيات للأعضاء واللجان وفقا لهذا النظام، وعدم اختزال أعمال الاتحاد في أربعة أو خمسة أشخاص، والقيام بورش عمل تدريبية في كيفية ممارسة وتطبيق النظام الأساسي لأعضاء مجلس الإدارة وهذا ليس عيبا إطلاقا بل مهم جدا لمرحلة مختلفة في حياة اتحاد الكرة.