ما الغريب في خروج امرأة سعودية بحجابها الذي اقتنعت به في حفل كبير أمام الناس؟

هذا أمر معتاد وطبيعي. شوارعنا مليئة بالنساء المتحجبات. اعتدنا على ذلك. لا شيء يلفت الانتباه. فضلا أن الحجاب بصورته الحالية تدعمه العادات أكثر من الآراء الفقهية المختلفة حوله.

لو صدرت ألف فتوى في بلادي تجيز للمرأة كشف وجهها؛ لن تكشف كثير من النساء، في بعض المناطق!

رجل أعمال شاب، وهو رجل مُحسن وفاضل، وله حسبما أقرأ إسهامات طيبة في عمل الخير، قدّم قبل أيام مكافأة مالية لطالبة سعودية فازت بجائزة علمية، وهذا أمر رائع يستحق الشكر، لولا أنني اكتشف أن هذه الجائزة المالية لم تكن لتفوقها، ولم تكن لتميزها، ولم تكن لعبقريتها، ولم تكن لخدمتها البشرية، ولم تكن لرفعها اسم بلادها عاليا، بل لأمر آخر لا يخطر على البال، وهو التزامها بالحجاب!.

أمر محير، ما الذي يدفع هذا الرجل لتكريم امرأة سعودية تعدّ نسخة من ملايين السعوديات؟. ما الذي يدفعه لتكريم امرأة خرجت بصورتها الطبيعية المعتادة أمام الناس؟! ما الغريب في ظهور هذه الطالبة بهذه الصورة التي أبهجته؛ وكأنه يعيش في عزلة عن المجتمع؟!

ثم هل هي أول سعودية تخرج بهذه الصورة المشرفة أمام العالم؟

هناك الكثير من السعوديات يجبن العالم، ويحصدن الجوائز، والشهادات، ويعتلين منصات التكريم والتتويج وهن بذات الهيئة.

ولولا خشيتي أن تنفد أمواله لبعثت إليه بأسمائهن كي يكافئهن أيضا!

ثم ماذا لو أن الفائزة كانت ترتدي الحجاب بصورته المنتشرة في أرجاء العالم الإسلامي. هل كانت ستخرج من بركاته، ويحرمها عطاياه ومكافآته؟!

مرة أخرى، أنا أقدر حماسة رجل الأعمال هذا، وأشيد بجهوده في عمل الخير، لكن بعض الاجتهادات الطيبة تأتي في غير محلها أحيانا.