بالرغم من الدعوات التي تقدمها المدارس تحديدا لطالباتها لارتياد المكتبات وقراءة الكتب والاطلاع لزيادة الثقافة والمعرفة عبر الندوات والمشاريع والمحاضرات التي تقيمها المعلمات والمشرفات على حد سواء؛ إلا أن التطبيق الفعلي لهذه الدعوة يواجه الكثير من المعوقات على صعيد المدرسة، فالمدارس غالبا تقتصر على أمهات الكتب في الدين واللغة والتفاسير، وتمنع ـ عن غير وعي ـ الكتب والقصص الخارجية التي تشير بها المعلمات.

وتحيط بالشك والريبة أي دعوة للقراءة الحرة. وتقصر القراءة على الكتب التي توفرها الإدارات، وهي غالبا كتب لا تتواءم مع المراحل الدراسية التي توجه لها، فضلا عن أنها لا تراعي ما يشد انتباه الطالبات في مراحلهن العمرية المختلفة، وما يتفق مع معطيات العصر الحالي.

لذلك فكل دعوات القراءة لا تكون فاعلة ولا تؤدي هدفها ما لم تشتمل على توجيهات تسترشد بها الطالبات بما يتناسب ومستوى إدراكهن، ويهيئهن للقراءات المعمقة لاحقا. وبما يتناسب مع ما ترغب الوزارة في تهيئة الطالبات له، إذ إن القراءة المبكرة هي الأرضية الخصبة التي نهيئها لإلقاء بذور الوعي فيها لاحقا.