بما أن ملف أمناء المدن قد فتح على مصراعيه، فلا بد من رصد أبرز السلبيات التي تقف في وجه التنمية والمشاركة في صناعة القرار، وإهمال دور المجالس البلدية المنتخبة.

ولنبدأ الحديث من العاصمة الرياض، قبل الانتخابات للمجالس البلدية التي لم تقدم أو تؤخر شيئا من دفع عجلة التنمية "المربعة".

كان الدكتور عبدالعزيز بن عياف، أنموذجا للتعاون مع الصحافة يصارحها في كل مشكلة تمس المواطن، ويناقش كل من يقدم له اقتراحا للوصول إلى خدمة أفضل. ألا تذكرون تصريحاته حول عدم وجود شبكات لتصريف السيول محذرا من غرق الرياض؟

اليوم يتفق أغلب المواطنين ـ بعيدا عن ذكر الأسماء ـ أنه ومع وجود مجالس بلدية منتخبة وأمانات وبلديات فرعية في العاصمة وغيرها من المدن، إلا أنها اختفت المكاشفة والمحاسبة، فأغلب المؤتمرات الصحفية والحوارات غابت، وكذلك الرد على ما يشتكي منه الناس في وسائل الإعلام كافة. واكتفى البعض منهم بالوقوف على المشروع لالتقاط صورة رغم انزعاجه من الفلاش!

نرصد اليوم كمراقبين ملل الناس من آلية عمل رؤساء البلديات والأمناء، التي يفترض أن تقدم للمواطن والمقيم أغلب متطلبات التنمية.

نطالب وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الخلوق والمثقف منصور بن متعب، أن يلزم أمناء المناطق بمكاشفة شهرية للمواطنين عن كل المشاريع، القائم والمتعثر والمستقبلي، وأن يكون صوت المواطن هو المعيار الحقيقي لاعتماد أي مشروع، وأن يكون عين المسؤول في رصد القصور والإنجاز، وألا يكتفي سموه بتقارير ـ مثالية ـ يكتبها الأمناء ورؤساء البلديات من حدائق استراحاتهم، أو كما يقول أهلنا في الشام "الجنينة".