لا توجد دولة في العالم أكثر قدرة من المملكة على توضيح صورتها بين دول العالم، إلا أن غياب الإعلام السعودي عن منجزات الوطن كان له أكبر الأثر في تراجع صورة المملكة في ميدان العولمة الفضائية.

فبالتزامن مع بداية العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، غاب الإعلام السعودي خلال الشهر الجاري عن الاحتفال بمضي 10 سنوات على انضمام المملكة لعضوية منظمة التجارة العالمية، وتغيب المواطن السعودي عن الكثير من منجزات الوطن المتسارعة وغير المسبوقة في تاريخ الاقتصاد السعودي التي تحققت خلال العقد الماضي.

في عالم مليء بالتناقضات، نحن في أمس الحاجة إلى إعلام وطني صادق، يتفاعل مع الأحداث، ويلقي الضوء على المنجزات.

إلى يومنا هذا قد لا يعلم المواطن أن ناتجنا المحلي الإجمالي ارتفع خلال العقد الماضي بنسبة 273%، وواكبه ارتفاع مماثل لنصيب الفرد من هذا الناتج ليفوق 93 ألف ريال، ليقفز الاقتصاد السعودي من المرتبة الـ22 إلى المرتبة الـ19 على المستوى العالمي، وليصعد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من المرتبة الـ39 إلى المرتبة الـ31 عالميا، لتستحق المملكة بجدارة عضويتها في مجموعة العشرين كأحد أكبر اقتصاديات العالم، وتمثل بمفردها المجموعة العربية ومنظمة "أوبيك".

وفي عالم محفوف بالمخاطر والتقلبات، قد لا يعلم المواطن أنه عندما تقلص الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة سلبية تعادل 0.6% في عام 2009، كان الاقتصاد السعودي ضمن عدد قليل من اقتصاديات دول مجموعة العشرين التي حققت نموا إيجابيا بنسبة 1.8%، وبينما كانت نسبة النمو الاقتصادي في الدول الأوروبية والأميركية لا تزيد عن 3% في العام الماضي، حقق الاقتصاد السعودي ثاني أكبر وأسرع معدل نمو بعد الصين في مجموعة العشرين بنسبة 6.8%، لتستحق المملكة بجدارة تصنيفا ائتمانيا أعلى من مثيله في اليابان والصين وإيطاليا، مما يعكس تفوق المملكة في أدائها الاقتصادي.

وفي عالم اختلطت فيه الأوراق وانقلبت فيه الموازين، قد لا يعلم المواطن أن صندوق النقد الدولي أكد في تقريره الأخير أن الاقتصاد السعودي كان خلال العقد الماضي بين أفضل دول مجموعة العشرين أداءً، إذ تم تخفيض نسبة الديون إلى نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي من أقل المعدلات عالميا، لتتفوق المملكة على الصين التي بلغت نسبة ديونها 20% وروسيا التي فاقت 10%.

ومن أين للمواطن أن يعلم بتقارير الصندوق التي توقعت تحقيق القطاع السعودي غير النفطي نموا بنسبة 7.6% خلال العام الجاري، وارتفاع إسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 58.7%، علما بأن كلا من الناتج المحلي للقطاع غير البترولي بشقيه الحكومي والخاص قد حققا نموا بمعدلات بلغت 11.2%، مع انخفاض معدلات التضخم بالمملكة إلى أقل من النصف.

وفي عالم تفاقمت فيه السياسات الحمائية وتراجعت مبادئ البيع والشراء، قد لا يعلم المواطن أن قيمة صادراتنا غير البترولية تضاعفت خلال العقد الماضي بنسبة 288%، وذلك نتيجة انضمامنا إلى أحكام النظام التجاري العالمي، الذي أمر الدول بفتح أسواقها أمام تدفق السلع السعودية. وتزامنت هذه الحقائق مع تسجيل الناتج السعودي الإجمالي، على أساس تعادل القوة الشرائية، أعلى مستوى له في تاريخ الاقتصاد السعودي خلال العام الماضي، ليصل إلى 928 مليارا، مع توقع استمرار المملكة في هذا النمو بنسبة 6.1% خلال العام الجاري ليصل إلى 984 مليارا.

لذا احتلت المملكة المرتبة العاشرة من بين دول مجموعة العشرين في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي على أساس تعادل القوة الشرائية.

وفي عالم تباعدت فيه الثقافات وتراجعت فيه البينات، قد لا يعلم المواطن أن المملكة حققت في العام الجاري المرتبة الـ13 بين دول مجموعة العشرين من ناحية مؤشر عدد سنوات الدراسة الحالي، وذلك ضمن تقرير التنمية البشرية لعام 2014.

وقد يخفى على المواطن أنه منذ تولي الملك عبدالله بن عبد العزيز، مقاليد الحكم إلى يومنا هذا، ارتفع عدد الملتحقين بالجامعات داخل وخارج المملكة إلى أكثر من مليون طالب وطالبة، وتفوقت جامعاتنا السعودية بين أقرانها على الساحة الدولية.

وقد لا يعلم المواطن أن عدد الملتحقين في برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي فاق 180,000 طالب وطالبة، تخرج فيه 55,000 طالب وطالبة خلال العقد الماضي، وحققوا أفضل الدرجات العلمية من أرقى الجامعات العالمية في أكثر من 78 تخصصا، لتحقق المملكة المركز الأول بين دول العالم في عدد المبتعثين بالنسبة لعدد السكان، والمركز الثالث في عددهم بعد الصين والهند.

وفي عالم يؤمن بالابتكار والبحث والاختراع، قد لا يعلم المواطن أن المملكة أنشأت أكثر من 22 مركزا للتميز البحثي في الجامعات السعودية، وأطلقت برامج تقنية النانو في 3 جامعات رئيسة، وقامت بدعم البحث العلمي بنسبة 1.07% من ناتجنا المحلي الإجمالي، مما حقق نموا في نشر الأبحاث العلمية بنسبة 217% خلال العقد الماضي.

على إعلامنا السعودي إنصاف منجزات الوطن.

علما أن إسرائيل احتلت في العام الجاري المركز الأول عالميا في حياكة المؤامرات، والمرتبة الثالثة دوليا في تهريب المخدرات، إلا أن الإعلام الإسرائيلي مازال يتألق في تنظيف سمعته العدوانية، وتصحيح صورته العنصرية!