نفى مدير عام إدارة الأندية الأدبية الدكتور أحمد قران الزهراني وجود توجه لإعادة التعيين لأعضاء مجالس إدارات الأندية، مؤكدا أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مصر على "عدم الرجوع للخلف" في هذا الملف المهم والمثير للجدل دائما. وتحدث قران في حوار لـ"الوطن" عن العديد من الملفات التي تنتظره في المهمة الجديدة، إضافة إلى جوانب أخرى تخص دراسته الأكاديمية في مجال الإعلام السياسي وإبداعه الذي عرف به وهو "الشعر". فماذا قال؟
أولا لنبدأ من المهمة الجديدة التي يرى كثيرون أنها مصدر قلق لكل من يتولاها وهي إدارة الأندية الأدبية بوزارة الثقافة والإعلام.. بصراحة كيف وجدت الوضع بعد دخولك مكتبك الجديد؟
لا شك أن هذه الإدارة صعبة مرهقة ذلك لأنك تتعامل مع جانبين متناقضين تماما، الجانب الأول يتمثل في الإدارة الحكومية البيروقراطية التي تخضع لأنظمة وقوانين صارمة ولا مرونة فيها. والجانب الثاني يتمثل في التعامل مع المثقفين الذين لا تعنيهم الإجراءات الإدارية البيروقراطية ويرون أن على هذه الإدارات أن تخضع لمتطلباتهم وأن تحترم مكانتهم الثقافية في المجتمع بصفتهم النخبوية. وهنا تكمن الصعوبة.. ولكن الأندية الأدبية واقع مؤسساتي يجب التعامل معه، والإدارة العامة للأندية الأدبية بوزارة الثقافة واقع لا بد أن تتعامل معه وعليها وعلى المسؤولين في الوزارة أن يتعاملوا بواقعية ومرونة مع هذه الإدارة حتى تستطيع أن تتعامل مع الأندية بتفاعل وكفاءة، وبالتالي ومن خلال هذا الواقع قبلت المهمة لعلاقتي العميقة بالمثقفين من جانب ومعرفتي بمتطلباتهم ولمعرفتي التعامل مع المسؤولين في الوزارة وعلى رأسهم الوزير والنائب، اللذان فتحا الآفاق أمامي لإنجاح مهمتي... حينما دخلت الإدارة العامة للأندية الأدبية أول مرة في الرياض كنت بين (الكاف والنون).. ولن أزيد.
كثر الحديث عن اللائحة الجديدة للأندية.. ما أبرز ملامحها؟ وهل تراهن على أنها ستحل مشكلات تراكمت لعقود؟
لن أستطيع الحديث عن اللائحة الآن لأن هناك لجنة تعمل عليها وستنتهي منها قريبا إن شاء الله. لكن أعتقد أنها ستحل كثيرا من المشاكل التي تسببت فيها اللائحة القديمة.. وأيا كان فلن تكون متكاملة بأي حال من الأحوال لأنها عمل بشري وأي عمل بشري هو محل نقص دائم.. ولكن يجب عدم الوقوف عند هذا التعديل بل يجب تطويرها بين فترة وأخرى وتعديل جوانب القصور فيها إذا ما تم اكتشافه..
والحقيقة أن اللجنة تضم مجموعة من المثقفين الكبار الذين وضعوا نصب أعينهم الاحتمالات والملاحظات كافة حتى تخرج بشكل متكامل.
يتداول أن هذه اللائحة ستعيد التعيين مع انتخاب جزئي.. هل هذا صحيح؟ وكيف سيتم ذلك؟
لم تنص اللائحة مطلقا على ذلك بل أكدت على عملية الانتخابات.. وقد أشار معالي الوزير إلى أن الوزارة لن ترجع إلى الخلف فيما يخص انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية.. وهو على وعي كامل بأن التجربة في بداياتها، وبالتالي حدوث قصور وأخطاء أمر وارد وعلى الجميع التعامل معه وتلافيه.
ما رأيك في ما ذكره المدير السابق سعود بن محمد.. عن أن زمن ا?ندية الأدبية انتهى وأن الحل النهائي هو في تحويلها لمراكز ثقافية؟
أخي سعود بن محمد رجل على خلق ووعي كبير وربما تجربته في الإدارة العامة للأندية الأدبية الفترة الماضية أضاءت له جوانب جعلته يستند عليها في حكمه هذا.
الطموحات كبيرة بأن تتحول الأندية إلى مراكز ثقافية وهي طموح كل المثقفين، وأنا شخصيا أتمنى ذلك شريطة ألا نسعى إلى تغيير المسمى فقط.
لكن نحن الآن أمام واقع كما أسلفت وبالتالي علينا التعامل مع هذا الواقع ومحاولة تطويره واحتواء مشاكله والعمل على تغيير الصورة النمطية التي علقت في أذهان الناس عنه..
وذلك من خلال معرفة جذور المشكلة وبالتالي السعي إلى حلها.. حتى يحين الوقت الذي تتحول فيه الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية وإلى ذلك الحين سنتعامل مع الأندية الأدبية على أنها مكتسبات ثقافية يجب على كافة المثقفين دعمها وتطوير آليات العمل بها خاصة أنها تحقق بعض طموحاتهم في عملية الانتخابات وتداول السلطة في هذه المؤسسات المدنية.
عرفت شاعرا وإعلاميا، أكثر من أي منصب إداري توليته سابقا.. هل تعتقد أن المنصب تكبيل للمبدع؟
كثير من المثقفين عرفني شاعرا وإعلاميا - وهي شهادة أعتز بها - لكن الحقيقة أنني مارست الإدارة في وزارة الثقافة وكنت مشرفا على معرض جدة الدولي للكتاب وأوكل لي كثير من المهام داخل المملكة وخارجها.. إضافة إلى عملي مستشارا ثقافيا للعديد من المؤسسات الثقافية العربية.. والإنسان لن يتحدث ويعلن عن نفسه.. وحينما اقتربت من وزير الثقافة والإعلام عرف إمكاناتي وكلفني بهذه المهمة.. والنجاح في حالتي مرهون بتوافر الإمكانات المادية والبشرية وكل ذلك بوادره تنبئ بتوفره من خلال دعم الوزارة لي ولإدارة الأندية الأدبية بشكل غير مسبوق رغبة في إعادة الوهج والدور لهذه الإدارة. أما ما يتعلق بالإبداع فأعتقد أن الشعر بشكل خاص لا يتطلب التفرغ له بعكس الرواية مثلا أو الدراسات النقدية أو الفكرية التي تحتاج إلى التفرغ.. لهذا لست خائفا على الجانب الإبداعي..
بعيدا عن الأندية وهمومها.. أحمد قران عاد قبل فترة من القاهرة حاملا الدكتوراه.. هل تعتقد أن الشهادة الأكاديمية أضافت لك وأنت الاسم المعروف سابقا على الساحة.. أم أنها مجرد مرحلة علمية كان لا بد أن تجتازها؟
لو كانت هناك شهادة علمية أكبر من الدكتوراه لسعيت إلى الحصول عليها مهما كانت الصعاب.. لا يظن أحد أنني حصلت على البكالوريوس بسهولة وكذلك الماجستير والدكتوراه فلقد حصلت عليها كلها وأنا أعمل.. ولك أن تعلم أنني كنت في القاهرة أعمل وأشتغل على الرسالة في جامعة القاهرة وأدرس لغة إنجليزية بالجامعة الأميركية بالقاهرة وأمارس نشاطاتي الثقافية وأتواصل مع الآخرين.
أي شهادة علمية هي إضافة للإنسان مهما بلغ من المجد والشهرة لأن أهميتها لا تكمن كما يتصور البعض في ما تضيفه على صاحبها من مكانة اجتماعية - بما أن مجتمعنا العربي مهووس بذلك - بل لأن الشهادة العلمية تعلمنا كيف نكتب بإتقان وكيف نبحث بحرفية.
ما أبرز النتائج التي توصلت لها في الحقل الذي درسته؟
بحثي كان في "الإعلام السياسي"، بحثت في علاقة الإعلام بالسلطة السياسية وعرجت فيها إلى السلطة الفكرية.. والعلاقة المتبادلة بين الإعلام والسلطة السياسية والجمهور المتلقي.. ومن يرتب أولويات من في القضايا السياسية، وأما أبرز النتائج فقد أشارت إلى ضيق مساحة الحرية في الصحافة العربية حتى في ظل الانفتاح الفضائي ووسائل التواصل الاجتماعي.. كما أشارت الدراسة إلى أنها ما زالت تحت عباءة الحكومات وسلطتها.
بصخب القاهرة الإبداعي.. هل تشعر أن وجودك هناك لعدة سنوات لإكمال دراستك العليا أضاف لك إبداعيا؟ وهل لديك إصدار شعري أو غيره سيظهر للنور قريبا؟
القاهرة مدينة لا تنام.. صاخبة في كل جوانب الحياة فيها..
ولله الحمد بنيت علاقات ثقافية متميزة وصلت إلى حد انضمامي لبعض اللجان الثقافية، وكنت أستشار في بعض الأسماء الثقافية العربية.. وشاركت في كثير من الفعاليات هناك. هذا بالتأكيد أضاف لي ولتجربتي الإبداعية والإنسانية. وبالنسبة للمؤلفات "سيصدر لي كتاب جديد بعنوان "الإعلام والسلطة السياسية".