السعادة إكسير الحياة، ومطلب الكثيرين، وهي غاية الجميع، واحتار الكثير في أسبابها، فبعضهم يرى السعادة في جمع المال، وآخرون يرونها في راحة البال والهدوء، فيما يراها بعضهن في زوج مطيع، وأولاد صالحين، أو وظيفة محترمة، ومنصب مرموق، وعلى كل فالسؤال الذي يدور في خلدي هل نحن سعداء فعلا؟

بغض النظر عن أسباب السعادة وكيفية تحصيلها، سأعود بالزمن إلى الوراء، على الرغم من أني سأقع في النستالوجيا والحنين إلى الماضي، ذلك الزمن الجميل، فعلى الرغم من شظف العيش ومكابدة الحياة، كان الجميع في سعادة وهدوء وسعة بال وصدر، وذلك لسلامة صدورهم من الطمع والحسد، وتمسكهم بالدين في غير غلو ولا تشدد.

على أننا في العصر الحاضر رغم التقدم العجيب في جميع المجالات المختلفة، إلا أن مظاهر السعادة مختفية عند الكثير، رغم السفر والإجازات والتقنية الحديثة وغيرها من مباهج الحياة، ويكفي أن تنظر إلى مظاهر الفكر الضال وعقوق الوالدين والعنف الأسري وتعنيف الأطفال والعنصرية القبلية الطائفية وغيرها، مما يجعلك تقف عنده متسائلا متعجبا من هذه المظاهر التي تستغرب على مجتمعنا الذي يتعلم مبادئ الدين منذ نعومة أظفاره ولسنوات طوال.

لعلي أرجع سبب ذلك إلى البعد عن فهم الدين بطريقة صحيحة في جوهره وغايته، بعيدا عن الإيغال في المظاهر، ومتى ما فهمنا ديننا جيدا، وطبقناه فعلا على واقعنا، حصلت لنا السعادة، واختفت هذه المنغصات عن حياتنا وعندها سأقول: نحن قوم سعداء بديننا ووطننا.