بالرغم من وجودنا في عصر أصبح من السهل فيه الحصول على المعلومة عند البحث والتقصي؛ إلا أن هذه المعلومة فقدت دقتها ومصداقيتها في الغالب، فكما يسهل التوصل إلى معلومة ما لأي من كان، فإنه كذلك يسهل لأي من هؤلاء الواصلين التلاعب في مضمون هذه المعلومة، من ناحية الحذف والإضافة والتغيير، وقد امتد هذا التلاعب من النصوص والمعلومات المكتوبة إلى الصورة، التي تحظى بمصداقية أكثر لدى معظم الناس. حتى قيل إن "صورة واحدة تغني عن ألف كلمة" إلا أن الصورة رغم ذلك لم تنج من التلاعب والكذب بمساعدة آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا.. حتى تبدو الصورة نسخة مكذوبة عن الواقع.

لذلك فالصورة تعد أشد خطرا في تغيير الحقائق وتشويه الواقع؛ أو تجميله لصالح الفكرة التي يراد تمريرها للمجتمع بأكمله. ومن هنا يجب توعية المجتمع بعدم تصديق أي صورة ومقطع، والبناء عليها، سلبا أو إيجابا، قبل أن يتم ردها إلى المختصين لبيان مصداقية هذه الصورة. وبالتالي فإن وفرة المعلومات المصورة في عصرنا، يقابلها فقدان الثقة في صدق هذه المعلومات أو مصداقيتها، فيجب أن نكون على حذر، ولا نركن إلى الثقة المطلقة في الصورة.