دفع نجاح الجهود الدبلوماسية السعودية في إعادة هندسة التحالفات الخاصة بمحاربة التطرف بالمنطقة، بل وإقناع أهم حلفائها الولايات المتحدة الأميركية بتقديم ما يلزم للمعارضة السورية من أجل مساعدتها في صد "داعش" وتعظيم قوتها أمام سطوة قوات نظام الأسد، دفع كل ذلك بالمراكز البحثية القريبة من اللوبي اليهودي وتحديدا لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية المعروفة بـ"إيباك" بالتعبير عن حالة من الامتعاض والغضب لحالة التقارب تلك، وهو ما كان باديا بشكل جلي من التحليلات التي فسرت من خلالها ذلك الحراك الإقليمي الدولي الذي بدأته السعودية منذ اجتماع جدة الأخير.

يأتي ذلك على وقع التطورات الأخيرة التي شهدها مجلس النواب الأميركي الذي أقر خطة الرئيس باراك أوباما لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة لتجهيزها للتصدي لخطر "داعش". فيما تبقت موافقة مجلس الشيوخ عليها، سعيا لتشديد الضغط على التنظيم المتشدِّد، بينما وصف باراك أوباما موافقة المجلس على خطته بأنها "خطوة مهمة إلى الأمام". وكان ذلك بموازاة إبلاغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمشرعين أول من أمس بأنه لن يتم إرسال قوات أميركية برية لمحاربة مقاتلي "داعش".

وأكد كيري في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ على أن الولايات المتحدة "لن ترسل قوات برية للقتال في هذا الصراع".




أقر مجلس النواب الأميركي خطة الرئيس باراك أوباما لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة؛ لتجهيزها للتصدي لخطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وتبقت موافقة مجلس الشيوخ عليها، سعيا لتشديد الضغط على التنظيم المتشدد. وأشاد أوباما بموافقة المجلس، ووصفها بأنها "خطوة مهمة إلى الأمام".

وكان المجلس ذو الغالبية الجمهورية قد وافق بسرعة على خطة لإمداد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بمعدات وتدريب؛ حتى يتمكنوا من قيادة الهجوم البري ضد "داعش" في سورية. ويفترض أن يقر مجلس الشيوخ هذه الخطة التي تعدّ الشق الأول من الاستراتيجية التي أعلنها أوباما الأسبوع الماضي.

ويستعد الكونجرس بالتالي لإعطاء أوباما الضوء الأخضر لإطلاق خطة مساعدات للمقاتلين السوريين بعد قرابة 4 أشهر على تعهده دعم المعارضة خلال كلمة أمام الأكاديمية العسكرية في وست بوينت.

في سياق ميداني، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 50 شخصا خلال يومين، نتيجة قصف جوي لقوات النظام على مدينة تلبيسة في ريف حمص الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. كما لقي 51 شخصا مصرعهم أمس، وأصيب العشرات إثر سقوط حاوية متفجرة أسقطتها طائرة حربية تابعة للنظام على ريف حلب الشرقي.

وأوضح المرصد في بيان له أن عدد القتلى مرجح للارتفاع نتيجة شدة قصف قوات النظام السوري على مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

وقال الناشطون إن الحاوية المتفجرة التي سقطت على شارع المكاتب وسط المدينة تحمل كميات متفجرة ضعف ما يحمله البرميل المتفجر، وقد أسفرت عن مقتل 51 شخصا وإصابة العشرات وفق شبكة سورية مباشر.

وأضاف الناشطون: إن الحاوية سقطت بالقرب من أحد المخابز في شارع المكاتب الذي يعدّ السوق الرئيس في المدينة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ مطلع العام الجاري.

في غضون ذلك، قال مسؤول عسكري كردي إن مقاتلي الدولة الإسلامية "داعش" سيطروا على 21 قرية كردية في شمال سورية في تقدم مباغت صوب بلدة عين العرب على الحدود التركية.

وقال "أوجلان ايسو" وهو قائد في جماعة حماية الشعب الكردية المسلحة، إن مقاتلي التنظيم المتطرف يستخدمون الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات في هجومهم قرب المدينة المعروفة بالكردية باسم كوباني. وبدوره قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن القرى الكردية سقطت مع بدء هجوم مقاتلي الدولة الإسلامية أول من أمس، وأضاف: "سيطر التنظيم خلال الساعات الماضية على 21 قرية يقطنها مواطنون كرد في الريف الغربي والريف الشرقي لمدينة عين العرب على أثر هجوم عنيف استخدمت فيه الدبابات والمدفعية".

وأشار إلى أن آلاف الأكراد يدافعون عن المنطقة، وأن مدينة عين العرب باتت محاصرة بشكل كامل تقريبا، وأن المنفذ الوحيد لها هو الأراضي التركية".

وتابع: "إذا لم يحدث تطور، من المرجح أن تدخل الدولة الإسلامية إلى المدينة، حيث بدأت تلوح بوادر أزمة إنسانية؛ لأن "داعش" قطع الماء والكهرباء، كما أن المواد الغذائية لا تدخل أيضا".