في تطور ملحوظ بالعاصمة اللبنانية بيروت بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما الحرب على تنظيم "داعش"، اتخذت سفارات دول كبرى إجراءات أمنية احترازية وحراسات مشددة حول مقارها، وتم حصر تنقلات الديبلوماسيين التابعين لتلك السفارات بأماكن معينة لا تعتبر وفقاً لجهاز الأمن في كلّ سفارة خطراً على حياتهم.
وشملت هذه الإجراءات السفراء الذين عمدوا إلى إلغاء مواعيد مآدب عشاء أو لقاءات وصفت بأنها غير ضرورية وفقاً لتقديرات رئيس كلّ بعثة. ومن بين هذه السفارات سفارات لدول الخليج والعراق والأردن باستثناء سفارات دول المغرب العربي.
من ناحية ثانية، التقى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل في بيروت أمس، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان "ديفيد هيل".
وتمحور الحديث خلال اللقاء حول مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة في لبنان والمنطقة فضلاً عن التعاون الثنائي بين البلدين والدعم الأميركي لمساندة لبنان وحفظ استقراره في ظل التطورات الإقليمية الراهنة.
في غضون ذلك، خطف مسلحون سوريون من الإرهابيين المتواجدين في جرود عرسال من جبهة النصرة وتنظيم "داعش" أمس، المعاون الأول في الجيش اللبناني كمال محمد خليل الحجيري من مزرعته في وادي حميد وسرقوا أيضا عددا من رؤوس البقر.
وكان الجيش اللبناني أطلق النار على المطلوب في عدة مذكرات توقيف محمد أحمد الحجيري لعدم امتثاله لأوامر العسكريين على حاجز المبيضة. وأصيب الحجيري وهو من "مجموعة عمر الأطرش" إصابة طفيفة بقدمه وفر هاربا إلى جهة مجهولة.
وأفيد أن عشرات المسلحين انتشروا على أطراف عرسال في هذه الأثناء وسط استنفار للجيش اللبناني، في وقت منع فيه الجيش الناس من نقل المازوت إلى المقالع والمناشر والتي بأغلبها تقع في مناطق خارج الحواجز بـ(الجرود)؛ مما أدى إلى قطع الطريق من قبل الأهالي احتجاجا. وتردد أن هناك تخوفا من أن ينقل المازوت إلى المسلحين قبل موسم الشتاء القاسي.
من ناحية ثانية، زار أمس وبشكل مفاجىء رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو.
وأوضح عون "أن وجهات النظر كانت متوافقة بل متطابقة"، لافتا إلى أن "الظروف التي يعيشها لبنان استوجبت هذا اللقاء ومن الطبيعي أن نستكمل الأحاديث مع النائب جنبلاط ونبحث في التطورات لكي نساعد في تثبيت الوحدة الوطنية، ويكون لبنان واحدا في مواجهة الأخطار المحدقة"، لافتا إلى أنه تم التطرق إلى عدد من الموضوعات فيما عدا ملف الرئاسة.
من جهة أخرى، عقد الاجتماع العسكري الثلاثي الدوري بحضور كبار الضباط في الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي ورعاية ضباط من قوات الطوارئ الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان الـ"يونيفيل"، في أحد مقرات الأمم المتحدة في بلدة الناقورة الحدودية الجنوبية اللبنانية اليوم.
وجرى خلال الاجتماع بحث الأمور والمسائل المتصلة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، لاسيما الانتهاكات على طول الخط الأزرق الحدودي الفاصل بين جنوب لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، واستكمال وضع العلامات الحدودية المرئية واستكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي المحتل من شمال بلدة الغجر اللبنانية الجنوبية.