لم أتابع الصفحات الرياضية خلال الأيام الماضية.. يفترض أن الأقلام الرياضية المتخصصة تطرقت للأمر.. عزوف الجمهور السعودي عن بطولة الخليج أمر محيّر.. كل من سألت لم يكن يعلم عنها شيئا سوى بعد بدايتها.. لم يسبق لهذه البطولة العريقة أن واجهت كل هذا الصد والجفاء..

أتحدث عن هذه البطولة بحب عميق، متجذر.. قلت عنها ذات يوم - بدافع الخوف والحرص عليها - يجب المحافظة على بطولة الخليج بعيداً عن القرارات السياسية.. بعيداً عن التوظيف السياسي.. بعيداً عن مزاج السياسي وحساباته ومصالحه..

هذه البطولة ملك للشعوب وحدها.. إرث تاريخي ممتد على مدى عقود طويلة.. من خلالها تعلمنا أن نلتقي حتى ونحن في أشد حالات الاحتقان السياسي.. نلتقي ونحن في أشد حالات القطيعة السياسية..

بطولة الخليج هي العبق الوحيد المتبقي من الزمن الجميل.. من خلالها كنا نشعر فعلاً بأن "خليجنا واحد وشعبنا واحد".. حتى وإن لم تحظ باعتراف دولي، فهي تمثل لشباب الخليج كأس عالم مصغرة..

هي البطولة المفضلة لكثير من الخليجيين، صغارهم وكبارهم، وكبارهم أكثر!

- هذا الأسبوع انطلقت البطولة دون أي اهتمام.. وهو ما دفع الاتحاد السعودي واللجنة المنظمة للدورة إلى المسارعة لفتح المدرجات للجماهير مجاناً.. حفظاً لماء الوجه - سياسة إطفاء المشاكل بدلاً من معالجة الجذور - ومع ذلك الجمهور لا يريد أن يحضر!

- هل الأمر له علاقة بأسعار التذاكر.. هل له علاقة بعدم توفر حافلات تنقل الجماهير من وإلى الملعب.. هل أصبح الدوري المحلي أهم وأكثر حماسة من البطولة.. هل المشكلة في المنتخب السعودي الذي لم يعد يحظى بثقة الجمهور الرياضي في السعودية، أم في ضعف مستويات المنتخبات المشاركة!

بالمختصر: هل عزوف الجماهير في سابقة نادرة عن حضور البطولة، يعود لأسباب تنظيمية أم فنية أم إعلامية أم مناخية أم اقتصادية؟ - هذه أسئلة مهمة وليست استنتاجات.. الأمر قد ينسحب على منافسات الدوري السعودي.. أظن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تعيش موقفاً محرجاً.