طوال خدمتي العسكرية في الحرس الوطني كنت أنظر إلى الأمير متعب على أنه الرجل القائد العسكري المحنك منذ أن كنا طلابا في كلية الملك خالد العسكرية وكان هو قائدها.
غير أن تشرفي بمقابلته لأكثر من مرة بعد تكليفي وتشريفي بإلقاء قصيدة الجنادرية جعلني ألمس فيه جوانب قيادية أكبر من أن تحصرها قواعدنا العسكرية، وجعلتني أستكشف قدرات الأمير غير العسكرية والتي جعلته من أميز رجالات الدولة ومن الشخصيات التي يعتمد عليها خادم الحرمين الشريفين.
حمل متعب بن عبدالله رؤية والده في جعل مؤسسة الحرس الوطني منظومة اجتماعية أكثر شمولية من العسكرة، ولقد كان كفئاً ووفياً في حمل هذه الراية.
وما المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية والذي تبنّاه ونظمّه ورعاه "الحرس الوطني" وما يحمله ويقدّمه من منتجات والتطور الذي حصل فيه والمرونة والشفافيّة في تقبّل كافّة أنواع النقد واستقطاب كل المتغيرات في هذه السنين وماحملته من تقلبات فكرية وسياسية إلا دليلٌ على قدرة شخص الأمير متعب ومهاراته القيادية في استيعاب كل هذه المتغيرات مع الحفاظ على أصالة هذا المهرجان ونمّوه وتنّوع مخرجاته ومعطياته.
يُحسب للأمير متعب جهده الواضح والملموس في إحداث نقلة نوعية في فكر وتشكيل وحدات الحرس الوطني وتطورها من تشكيلات عسكرية تقليدية إلى مؤسسة وطنية شاملة.
فقد ساهم الأمير متعب بفكره وقيادته وخبرته العسكرية في تعزيز مكانة هذه المؤسسة كقوة حديثة متطورة من حيث التسليح والإمكانيات والتدريب والرجالات الأكفاء.
عُرف عن الأمير متعب قُربه من مرؤوسيه وحبّه لهم وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم حيث كان ومازال همّه الأول قبل إنشاء أي وحدة عسكرية هو توفير السكن المناسب والخدمات الصحية المتكاملة.
هذا القرب وهذا الحب شوهد على الواقع قبل أن يقوله على المنبر عندما أعلنه بكل عفوية وشفافية بلهجته العامية العذبة الأصيلة.
هناك الكثير من الأمثلة التي تضع الإجابات الشافية والدالة على أن همّه ورؤيته يكمنان في توفير التنمية الشاملة وبحث أفضل الحلول حسب الإمكانيات المتوفرة.
وما زال تعليقه على تأخر مشاريع وزارة الإسكان دليلا على حرصه التنموي وثقته بمؤسسة الحرس الوطني.
هذا الموقف بالذات يلخص مهاراته القيادية، فقد جمع بين سرعة البديهة والشفافية والتحفيز والثقة بقدرة وكفاءة عمل الفريق.
عند الحديث عن متعب يقفز إلى الفكر مباشرة متعب "الفارس" وعلاقته وارتباطه بالخيل والفروسية وكأن اسمه أصبح مرادفاً للفروسية. اهتمامه بالفروسية والخيل وحرصه الدائم على المشاركة والحضور والدعم في جميع مناسبات الفروسية، واهتمامه بكل ما من شأنه تفعيل وتطوير هذه الرياضة الأصيلة ما هو إلا دليل على أنّه رجل دولة بالفطرة والغريزة والموهبة والهواية.
"الفارس المتكامل هو ملخص. لرجل الدولة".
سيدي جتك المشاعر بالغلا مبتلّه
بس باقي بيت واحد سيدي با اقوله
كل ماشفتك وكنّي شايفٍ عبدالله
هيبته وفعوله ومدّة يديه وزوله
