بلا "هوية" أنت إلى "الهاوية"..
في هذا العالم لن تكون "إنساناً"، إلا إذا حملت أوراقاً ثبوتية تنسبك لـ"وطن"..
في الخليج تعاني بعض الأسر من كلمة "بدون" وهو واقع حالهم المؤلم.. بكل ما تحمله كلمة "بدون" مع مضامين تصرح بـ"العدم" الواقعي.. وانعدام "المستقبل"..!
كان لدينا في السعودية أعداد كبيرة من "البدون" لكن الدولة أزاحت معاناة آلاف الأسر بالتجنيس، ولم يبق إلا أعداد أقل تعاني من "البدون"، وكانت لها ملفات لا تزال عالقة تنتظر الحل؛ لأن كل يوم يتأخر فيه الحل تزداد المعاناة، ويزداد فيه السواد في مستقبل طفل لم يعرف غير أرض هذا الوطن.
وليست السعودية وحدها التي تعاني من أزمة "البدون"، فحتى "الكويت" لديها أزمة لنحو 110 آلاف من البدون، وتصاعدت الأزمة بعدما أعلن مسؤول كويتي أن اتفاقية بين الكويت وجزر القمر ستمنح "البدون" حرية الحصول على جنسية جزر القمر، وبذلك يحصل على تسهيلات للإقامة في الكويت لمدة 5 سنوات، وربما يعد البعض هذا الإجراء زيادة في التعقيد..!
بعض المسؤولين يظنون أن مشكلة البدون تعود إلى كون من يدعي أنه "بدون"، يحمل ـ في الحقيقة ـ جنسية بلد آخر، واعتقد أن هذا التصور تنسفه عشرات السنين التي مضت على مشكلة البدون، فمن يدعي أنه "بدون" يدرك جيداً أن أي جنسية مهما كان بلدها، أهون على أولاده من البقاء في ظل "المجهول" تحت كلمة "بدون".. وتنسفها أيضاً مغامرة البعض في الحصول على أي جنسية بمقابل مادي، كما حدث سابقاً في الكويت، وكما سيحدث في قبول البعض بجنسية "جزر القمر" لكي يضمن شيئا لمستقبل أولاده قبل رحيله..!
خوفنا من "مزدوجي الجنسية" لا يبرر عدم حلنا لقضية "البدون"؛ لأن علم الدول بأن مواطنيها يحملون جنسيات أخرى، أهون بكثير من أن يعيش على أرضها أناس لا ينتمون لها، ولا تقبل هي أن ينتموا إليها.. ولو بشروطها مهما قست..!
(بين قوسين)
مؤلم أن يعاني من "البدون" مثل الشابة عزيزة سلطان العنزي التي جاءت من أب سعودي وأم كويتية.. لكنها لا تمتلك أي إثبات هوية وتعيش في الكويت عاجزةً عن الوصول إلى بلدها لمتابعة إجراءات منحها الهوية الوطنية تبعاً لوالدها وأشقائها.. كتبت عنها ووعدتني "الأحوال المدنية" بحل قضيتها قبل عام.. ولا تزال الفتاة في إعراب "مبني للمجهول"..!