"اتنين مالهمش أمان، الفرامل والنسوان"، بهذه الحكمة الشعبية القادمة من بلاد النيل أبتدأ حواري مع سائق التاكسي هناك في البلد البعيد، ولأن "النسوان" كما يقول شوقي سائق التاكسي هم سبب تعذيب الرجل وحزنه وفرحه وصعوده وهبوطه على سلالم الحياة، كان من الضروري ألا أفوت تلك اللحظات في استفزازه أكثر لمعرفة سبب هذه النظرة "الوِحشة" من شوقي تجاه "السِتات"! فبادرته بهجمة مباغتة قائلاً: "تلاقيك إنت اللي أسد بر البيت بس، وجوة البيت عامل فيها "فازة"!
فخرجت منه آهة وفرت عليّ الكثير من الأسئلة وكم أشفقت عليه حين روى قصة انضمامه لنادي: "المتزوجون في الأرض"، فهو كأغلب الرجال الشرقيين في عُمرِه لم يخض تجربة الخطوبة والتعارف لما قبل الزواج بل تفاجأ هو بزوجته كما هي تفاجأت به في ليلة العُرس بحُكم العادات والتقاليد، وبافتراض أن ذوق "الحجة" أم شوقي هو الأفضل والأصلح من وجهة نظرها هي، لم يكن عليه سوى أن يُملي المواصفات ويترك المهمة لأمه وأخواته الخمس في بدأ مهمة البحث المضنية التي تنتهي عادة باختيار عروس ليس فيها أي تحقق للمواصفات التي طلبها العريس سوى أن "اللجنة" المكونة من الأم والأخوات كانت قد منحت درجة الرضا للعروس! ليبقى السؤال الكبير للمجتمع والناس، كم "شوقي" بيننا؟ وكم من أم استسهلت جملة "برضايا عليك" لا تتزوج "فُلانة" وتزوج "عِلانة" لأنها هي الأنسب لك؟ وكم من آباء حرموا بناتهن من اختيار شريكها الرجل فقط لأن ابن عمها أولى بها؟ ثم نتساءل بحرقة لم زادت أرقام حالات الطلاق ولم ظهر سماسرة السلخ الاجتماعي باسم الاستشارات الأسرية والاجتماعية!
خاتمة: زماننا غير زمانكم فارحموا أيها المتمسكون بكل "الأقفال" أولادكم!