الذين شاهدوا الحضور الجماهيري لحفل افتتاح بطولة الخليج بالأمس، كانوا في حيرة من أمرهم، بين تصديق ما يرونه بأعينهم، وبين تكذيبه، أو إشاحة النظر عنه.

الحضور الجماهيري المخجل جداً، في حفل افتتاح البطولة، تحول بعد ساعة إلى حضور جماهيري مخجل إلى حدٍّ ما، لكنه ـ في المحصلة ـ مُخجل.

سأتناول الموضوع من الزاوية الإعلامية، لأنه لا يوجد حدث في الكون الآن، إلاّ وهو متأثر تأثراً طردياًّ، بالضوء الإعلامي المتعاطي معه، وعنه، وحوله.

الحقيقة أن المخيّب للآمال، ليس الكادر التنظيمي والتخطيطي للبطولة فقط، فهذا الكادر لم يضع خطة من الأساس، للتعامل مع حدث بمستوى بطولة كما يبدو، اختلفنا أو اتفقنا حول قيمتها الفنية، إلا أنها بطولة من المفترض، أن يكون لها ما يوازيها من الحضور الجماهيري، وما دام هناك حدث جماهيري، فمن البداهة أن يهتم به الإعلام، وأن يتحلق حوله، وكثافة التعاطي الإعلامي مع أي حدث، هي من تشد الجمهور إليه.

لم نسمع ولم نقرأ ولم نشاهد، أي طرح إعلامي واسع، يخص بطولة الخليج، ولم يتعد الأمر، صفحات وبرامج خجولة، تحاول أن تقول للجمهور الكروي السعودي العريض: إن هناك بطولة تحتضنها عاصمة بلدهم بعد أيام.

التعاطي الإعلامي كان فاشلاً بكل صدق، قبل انطلاقة البطولة، وما نخشاه، أن يظل ملازماً لفشله وتراخيه، في الأيام القادمة.