طرح سؤال: وماذا بعد "الدالوة" بصورة قياسية في عشرات المقالات، نفكر ونستنكر ونتوقف في منطقة "ما لا نريد" من إرهاب، ويعمل أعداؤنا في منطقة "ما يريدون"، وما يخلقونه لنا من أزمات.

ما بعد فاجعة "الدالوة" مبادراتكم يا سادة، من يمنع الباحثين عن الإجابة من تحمل المسؤوليات الوطنية، الجميع مطلوب للإسهام.

السؤال وأتعمد إعادة إنتاجه، لأنها فضيحة غيبوبة الهوامير: أين الشركات؟ كيف أعلنت تضامنها قبل الفاجعة وبعدها؟ كيف تحملت مسؤولياتها الوطنية؟ وأين الإعلام الرسمي "الوطني والخاص" الذي استمر كعادته في خذلان مجتمع لولاه ما كان له أن يستمر؟ وإعلام القطاع الخاص الذي لولا نسبة المشاهدة للمجتمع السعودي ما كان الصمود لفضائياته، ومع ذلك في فاجعة وطنية استهدفت الوطن واغتالت أطفاله: لم ينجح أحد.

المناداة بتجريم الطائفية لا بد أن تشمل الجميع، وتنتهي باعتماد الدولة بمجالسها التشريعية والتنفيذية "خبراء، شورى، وزراء" بداية من التصدي لدعاة التطرف في طائفتهم، وتفكيك خطاب صامت لا يقل خطورة عن خطاب نمر النمر وهو يدعو إلى العصيان والتمرد.

رجال الأمن والجيش خطوط ملتهبة ومستهدفون يوميا، وهم أولى بقوانين تجريم الاعتداء عليهم، ولم تحصد الطائفية ـ رغم جميع محاولات استنباتها ـ من أرواح، بقدر ما خسرنا من أرواح رجال الأمن بسبب الإرهاب.

يستكثر البعض إنكار الفعل الشنيع ليأتي من دعاة الفتنة "سنة وشيعة" من يرانا نبالغ في حديثنا عنهم، وهم عيون "تحرس في سبيل الله". ولأنهم حماة قبلة المسلمين نطالب بقانون يجرم "من يصمت على الجرائم ضدهم"، فالمحرضون والصامتون على التحريض في خطاب استهداف رجالات الأمن أولى بسن القوانين، والوحدة الوطنية وفقا لرد الفعل الايجابي على "فاجعة الدالوة" بخير، وهي ما جعل الخليج العربي متماسكا وعصيا على التفكيك رغم الثروات التي تبذل لتمزيقنا.

الحديث بهستيريا عن حقوق فئة مصانة بموجب العقد الاجتماعي والوطني يؤكد "الدعاية الإعلامية الإقليمية والغربية الكاذبة وتعزف على وتر مظلومية الأقليات، بينما نصر ونؤكد على أننا أبناء وطن تنوعنا يجمعنا تحت سقفه لنواجه التحديات معا"، وأثناء تحرير هذه المقالة أعلن إصابة رجُلي أمن بإطلاق نار في القطيف، وقبله مئات رجال الأمن الأبرياء ضحايا "إرهاب التنظيمات والمجهولين".

تعاقدنا ضمنيا على تجريم تكريس الطائفية في المجتمع وفق العقد الاجتماعي، يعني تحجيم مرتزقة ودعاة الكراهية الساعين لتدمير الموارد "بشرية ووطنية".

يبقى السؤال الأهم: كيف نفسر صمت البعض المطبق والمريب تجاه ظاهرة استهداف رجال الأمن؟!