إن كنا نستغرب وجود وزير هندي كان يعمل "سباكا" في السعودية، فمن باب أولى التعجب من وجود بعض المسؤولين في مناصب لم يكونوا ليصلوا إليها دون "تسليك"!

صحيح أنه تم تعيين "فيجاي سامبالا" وزيرا للعدالة الاجتماعية في الحكومة الهندية الجديدة بعد أن كان يقوم بـ"تسليك مواسيرنا"، لكنه كان يقوم بـ"تسليك" شريف يختلف عن "تسليك" بعض أصحاب المناصب والذي ليس من الشرف في شيء!

"التسليك" الذي هو أحد أهم أعمال "السباك"، أصبح ذاته أقصر الطرق للوصول إلى المنصب في البلد. فعندما تفتش عن قدرات ذلك "الواصل" لن تجد ما يشفع له الوصول سوى أنه كان "معلّما" في فتح قنوات العلاقات الشخصية!

التحيزات والمجاملات والتملق والشللية، كلها تحولت في كثير من الأحيان إلى معايير لـ"تسليك الأمور" ووضع من لا يستحق في صف متقدم من المسؤولية، الأمر الذي انعكس سلبا على أداء الأجهزة وجودة ما تقدمه، حتى أصبح الهدم في ذلك الجهاز أكثر من البناء!

لم تعد مقولة "الرجل المناسب في المكان المناسب" ذات أهمية في اختيار القيادات، مما تسبب في تهميش الكفاءات. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تجاوزه لتطفيشها وتسربها إلى أماكن أخرى، وربما خارج حدود الوطن!

المشكلة أن "التسليك" أصبح ثقافة عامة ولم يعد يستنكرها الكثيرون، فعندما تسأل عن كيفية وصول أحدهم إلى ذلك المنصب أو تسنمه زمام المسؤولية، تفاجأ بالرد على سبيل الإطراء بأنه نجح في "تسليك أموره"!

كثيرون لا يستحقون الكراسي التي يجلسون عليها، بينما هناك من يقبعون في مناصب أدنى هم أكثر كفاءة منهم، كل ذنبهم أنهم لا يؤمنون بالطرق الملتوية وصولا إلى هرم المسؤولية، بل ويحتقرون أنفسهم لمجرد التفكير في سلكها!

إلى كل "المسلّكين" في البلد، يبعث إليكم الوزير "سامبالا" تحياته، ويخبركم من خلال خبرته كـ"سباك"في بلدكم بأن: "تسليك" عن "تسليك" يفرق!