سيطر القلق على اليمنيين من تعثر إعلان اتفاق بين السلطة وجماعة الحوثي لإنهاء الأزمة الناشبة بين السلطات والجماعة منذ أسابيع، في وقت أبدت فيه بعض الأطراف تفاؤلاً حذراً من إمكانية التوصل إلى اتفاق يجري الإعلان عنه بوساطة إقليمية ودولية، حيث أسهمت الدبلوماسية العربية والأجنبية في حض الأطراف السياسية كافة على قبول توقيع اتفاق يحقق مطالبها، خاصة مطالب الحوثيين، التي طرحوها في مسيراتهم خلال الفترة القليلة الماضية، والمتعلقة بإعادة النظر في قرار أسعار المحروقات وتشكيل حكومة جديدة، إضافة إلى تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

وكان سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية قد عقدوا اجتماعاً استثنائياً بصنعاء بمشاركة المبعوث الخاص للأمين العام لمجلس التعاون الدكتور صالح عبدالعزيز القنيعير، ورئيس بعثة مجلس التعاون في اليمن السفير سعد العريفي، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، خُصِّص لمناقشة تداعيات التصعيد الخطير لجماعة الحوثي بصنعاء، وسبل مواجهة المخاطر الطارئة التي تتهدد العملية السياسية القائمة في البلاد. وتصدرت أجندة الاجتماع تداعيات التصعيد غير المسبوق للأوضاع الأمنية والسياسية في العاصمة صنعاء. وأكدت مصادر دبلوماسية غربية أن سفراء الدول العشر أقروا في الاجتماع أهمية تعزيز وتكثيف أطر الدعم السياسي والاقتصادي المقدم لليمن، ومساندة القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي لاستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية، وتوجيه رسائل إنذار واضحة وحازمة للأطراف التي تسعي إلى تقويض التسوية السياسية الراهنة في البلاد. وأشارت المصادر إلى أن السفراء شددوا على ضرورة التزام كافة القوى والمكونات اليمنية بتنفيذ مخرجات الحوار، ومسارعة جماعة الحوثي بإنهاء مظاهر التصعيد القائم في صنعاء، ورفع مخيمات الاعتصام، وتسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة للدولة، والانسحاب بشكل تام من محافظة عمران، ووقف التصعيد القائم في محافظة الجوف.

من جهة ثانية، خرج الآلاف من أنصار الرئيس هادي لأداء صلاة جمعة اصطفاف لأجل السلام في العاصمة صنعاء وعدد من مناطق البلاد، وذلك في إطار التحركات الرسمية للجم الحرب والفتن، التي بدأت تطل بقرونها في البلاد.

وأثنى الخطباء في خطبتي الجمعة على المساعي المبذولة لوأد الفتنة، والخروج بالبلاد إلى بر الأمان، وإنقاذها من شرور المخططات التي تسعى إلى جر البلاد إلى أتون الفوضى وإراقة الدماء، كما حثوا على ضرورة تعزيز روح الأخوة والوحدة، والاصطفاف، والتعاون على التقوى، وإصلاح ذات البين، وانتشال النوازع الممقوتة والعصبية الجاهلية من القلوب، وتنقية القلوب من الحسد والضغينة والحقد الدفين.

وفي الوقت نفسه خرج أنصار جماعة الحوثي في شارع المطار لأداء صلاة الجمعة، وبعد أداء الصلاة قاموا بتشييع جثامين عدد من القتلى سقطوا في المواجهات الأخيرة مع قوات الأمن في كل من شارع المطار وأمام مبنيي مجلس الوزراء والإذاعة القديم.

وفي تطورات الأوضاع في المناطق الجنوبية من البلاد، قُتل ضابطان في الاستخبارات برصاص عناصر تنظيم القاعدة في حادثين منفصلين وقعا في وقت متأخر ليل أول من أمس، وأوضحت مصادر أمنية ومحلية متطابقة لـ"الوطن"، أن مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين اغتالتا ضابطين برتبة عقيد، أحدهما في الجيش والآخر في الشرطة في جريمتين منفصلتين ولاذوا بالفرار.