المساجد هي بيوت الله عز وجل، فمن بناها، بُنى له بيتا في الجنة. فعلينا كمؤمنين أن نُدرك قدرها، فلا نرفع أصواتنا تحدثا بها.
كذلك لا نأت بالأطفال كثيري الإزعاج والحركة فيُشغلوا المُصلين عن صلاتهم، وعلينا أن نتعهدها ونُطهرها من الدنس واللغو بالأقوال، والأفعال التي لا تليق ببيوت الله. قال تعالى: (ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وقال رسول الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يُصل معنا أي: الثوم والبصل" فإذا كان البصل والثوم قد نهانا رسولنا عن المُضي إلى المساجد عند تناولهما وهما من الأطعمة التي رزقنا الله إياها، وبها منافع صحية لنا، فما بالك عندما نعمد عند دخولنا دورات المياه بالمساجد إلى تركها بعدنا متسخة ونُلقي بِمخلفات الأطفال، والنساء هُنا وهُناك. والله هذا حرام ولا يصح دينا، ولا عُرفا، ولا أخلاقا، فديننا الحنيف حثنا على النظافة بجميع أشكالها فما بالنا ببيوت الله، أليس للمكان حُرمة واحترام؟ ألا نُراعي ذلك؟
لماذا لا نتعاون جميعا في جعل بيوت الله نظيفة وطيبة الرائحة؟ ماذا لو تعاونا جميعا بذلك، كل حسب مقدرته، فمن يستطع فليوفر عاملا للنظافة اليومية، وآخر يتعهد سنويا تغيير أثاث المسجد، وآخر يوفر روائح عطرية لبيت الله.
أليست حكومتنا حفظها الله قد وفرت دهن العود لطلاء الكعبة، أليست امرأة قد كانت تقش المسجد فعندما افتقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، سأل عنها وعندما علِم أنها توفيت ليلا ودفنوها، غضب وقال لماذا لم تُخبروني؟ فقالوا لم نشأ يا رسول الله إيقاظك ليلا، فأمر الصحابة باصطحابه إلى قبرها فصلى عليها. ماذا يعني هذا؟ يعني أن تلك المرأة بعملها هذا قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وها نحن الآن نكتب عنها، وكيف لا ورسولنا قد ذهب بنفسه للصلاة عليها لعلو شأنها عند الله وأهميتها لدى نبي الرحمة، هي لم تنل هذه المنزلة بمركز وظيفي، ولا بحسب ونسب، بل نالتها بخدمتها لبيت من بيوت الله.
علينا أن نُحافظ على نظافة بيوت الله ونحرص على ذلك، فنحن نأتي إليها خمس مرات باليوم والليلة لتأدية صلواتنا التي هي صلة بيننا وبين الرب، أرجو التعاون في ذلك من الجميع، والدال على الخير كفاعله.