تحركت عجلة المبادرات السياسية لوضع حد للتصعيد الخطير الذي تقوم به جماعة الحوثي من خلال حصار العاصمة صنعاء، بعد أنباء عن توصل أطراف الأزمة في البلاد إلى اتفاق سياسي من شأنه أن يعمل على تهدئة عوامل الانفجار بين السلطات الحكومية وجماعة الحوثي، فيما وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إلى صنعاء للمساعدة في إنجاز الاتفاق، وإنهاء التوتر القائم في البلاد منذ عدة أسابيع، على خلفية مطالبة جماعة الحوثي بإلغاء قرارات كانت الحكومة اتخذتها في وقت سابق، بخاصة ما يتصل برفع أسعار المحروقات وتشكيل حكومة جديدة.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن بوادر انفراج الأزمة تتمثل في موافقة الطرفين على مسودة اتفاق بينهما بإشراف ابن عمر، ويقضي بإزالة الخلافات بين الجانبين بشأن عدد من القضايا، بخاصة تلك المتصلة بموضوع رفع الأسعار، وتشكيل حكومة جديدة من المقرر أن يتم الإعلان عن رئيسها اليوم أو غداً، على أن يتم التشاور بين الأطراف السياسية كافة لتسمية أعضائها.
وأكد مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي أن الاتفاق موجود، وهو ينهي هذه الخلافات الموجودة والقائمة، وسيوقع بحضور ابن عمر، مشيراً إلى أن الاتفاق تم من خلال المندوبين المذكورين، وحدث تواصل مباشر بين الرئاسة وقيادة جماعة الحوثي. وبموجب الاتفاق سيتم تخفيض آخر في أسعار المحروقات إلى التخفيض السابق بواقع 500 ريال، كما تم الاتفاق على تسمية رئيس وزراء مكلف بتشكيل الحكومة خلال اليومين القادمين. ومن المقرر بموجب الاتفاق أن يتم رفع الحصار والمظاهر المسلحة والخيام من العاصمة صنعاء وما حولها، إضافة إلى التشاور في حكومة الوحدة الوطنية مع كل المكونات السياسية، بما فيها الحوثيون، وإضافة الشباب والمرأة.
وكان هادي قد التقى ابن عمر فور وصوله إلى البلاد، حيث أكد الأخير أن المجتمع الدولي لن يسمح بعرقلة مسيرة خروج اليمن إلى آفاق الوئام والسلام من أية جماعة أو طرف. وأشار إلى أن اليمن اليوم "على مشارف استكمال النصوص الدستورية التي تمثل الانطلاقة الأساسية لتنفيذ مخرجات الحوار، وبناء الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة، وفقاً لمخرجات الحوار الوطني ومتطلبات القرن الواحد والعشرين. كما جدد تأكيدات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على استمرار الدعم القوي للرئيس هادي من أجل استكمال ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية، وترجمة مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي أجمع عليه أبناء اليمن كافة بمختلف أطيافهم ومشاربهم".
في غضون، ذلك تمكنت قوات الجيش من استعادة السيطرة على المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء بعد محاولات المتمردين الحوثيين السيطرة عليه وإغلاقه في وجه المواطنين، وأشارت مصادر رسمية إلى أن قوات الجيش تمكنت من طرد المسلحين من المدخل، بعدما هاجموا مدرستين وعدداً من المنازل وتحصنوا فيها، وشرعوا في قصف معسكر الجيش واستهداف عربتين مدرعتين.
في الأثناء ارتفعت وتيرة أنشطة واستهداف عناصر تنظيم القاعدة للقيادات الأمنية والعسكرية والجنود في محافظة لحج، جنوب البلاد، خلال اليومين الماضيين، حيث لقي مواطن مصرعه، في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، برصاص مسلحين يستقلان دراجة نارية بحجة تعاونه مع الأجهزة الأمنية.
وفي جريمة مشابهة وبالطريقة ذاتها، نجا مسؤول أمني رفيع في شرطة لحج من محاولة اغتيال فاشلة، مما أدى إلى إصابته بجروح نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات محافظة عدن، نظراً لخطورة حالته الصحية.