واصلت جماعة الحوثي أمس تصعيدها ضد قوات الجيش والأمن بعد إقدام مسلحيها على قطع الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بالمناطق الغربية من البلاد، فيما اشتبكت مع قوات الجيش في المدخل الجنوبي، الذي يربط العاصمة بعدد من المدن والبلدات، بخاصة ذمار، تعز وإب، كما استولت الجماعة على مبانٍ في جنوب صنعاء.
يأتي ذلك بعد يوم من مقتل 7 متظاهرين عند إطلاق الشرطة اليمنية النار لتفريق المحتجين الموالين للحوثيين، عند محاولتهم اقتحام مقر الحكومة في وسط صنعاء.وكان الهدوء قد عاد إلى محيط مجلس الوزراء ومبنى الإذاعة في العاصمة بعد مواجهات أول من أمس، وعقد مجلس الوزراء أمس اجتماعه الأسبوعي وسط خلافات بين رئيس البلاد عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، على خلفية تعيين رئيس جديد للحكومة المقبلة، التي أقرتها المبادرة الوطنية التي تم الإعلان عن ضرورة تشكيلها خلال أسبوع.
ويعني هذا التطور أن الرئيس هادي لن يتمكن من الإيفاء بالتعهد الذي أعلنته المبادرة الوطنية الأسبوع الماضي بما يتصل بتشكيل حكومة جديدة، تتفق الأطراف السياسية كافة على تغييرها، لأنها لم تتمكن من تحقيق إنجاز حقيقي على الأرض منذ تشكيلها في كانون الأول من العام 2011.وزار الرئيس عبدربه منصور هادي معسكر السواد، الذي هاجمه مسلحو الحوثي، والتقى بقائد قوات الاحتياط هناك وأشرف على سير العمليات على الأرض، فيما أكد مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا أن العناصر التابعة لجماعة الحوثي المسلحة قامت بالاعتداء على محطة كهرباء حزيز والتمركز في عدد من المنشآت الحكومية والخدمية، كما هاجمت نقطة تفتيش تابعة لمعسكر قوات الاحتياط وتمركزت أمام معسكر السواد من الجهة الشرقية وحول نادي الفروسية، وقامت باقتحام مدرسة الوحدة بحي الوحدة ومدرسة عبداللطيف حمد، الكائنة أمام مستشفى 48 ومدرسة الحسين بحزيز.وأشار المصدر إلى أن جماعة الحوثي استخدمت في الهجوم أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف (آر بي جي)، وقد نتج عنها مقتل شخص وجرح 15 آخرين من المواطنين، بالإضافة إلى عدد من أفراد الجيش والأمن.وفي المدخل الغربي للعاصمة، أغلق مسلحو الحوثي الطريق الذي يربط العاصمة بمدن غرب البلاد، بخاصة محافظة الحديدة الساحلية، وتمركزوا في بعض المباني الحكومية، لكن لم تدخل معهم قوات الأمن في أية مواجهات. تزامن ذلك مع تظاهرة نظمها عشرات الآلاف من أنصار الرئيس هادي أمس، في إطار هيئة الاصطفاف الوطني.
من جهة أخرى أعلنت شركة الخطوط الجوية العربية السعودية عن توقف رحلاتها بصفة موقتة إلى اليمن، نتيجة للأوضاع السياسية السيئة التي تعيشها العاصمة صنعاء هذه الأيام.وأوضح مساعد المدير العام التنفيذي للعلاقات العامة بـ"السعودية" عبدالله الأجهر ردا على استفسار "الوطن" أمس: أنه تم إيقاف رحلات الخطوط السعودية بصفة موقتة من الرياض وجدة إلى كل من صنعاء وعدن اعتبارا من يوم الاثنين الماضي الـ8 /9 /2014، وأكد الأجهر أن "السعودية" سوف تستأنف رحلاتها إلى اليمن متى ما سمحت الظروف الحالية، لخدمة حركة المسافرين بين البلدين الشقيقين.