في وقت جددت فيه قوات بشار الأسد انتهاكها للأراضي اللبنانية على الحدود أمس بالدخول من جهة بلدة أكروم حوالي 2 كيلو متر وبناء مراكز ثابتة لها، وجه حزب الله رسالة الى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري طالبا منه العودة إلى لبنان ومقاتلة الوحش والمقصود "داعش" عبر رسالة كتبها أحد صحفيي الممانعة ونشرت أمس، بينما رد أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري عبر "توتير" بالقول: "حزب الله حاول مرارا وتكرارا تهميشنا وإخراجنا من الحياة السياسية، لكنه عاد يستجدينا للمشاركة والعودة إلى الحكم".
وقال النائب عاصم عراجي معلقا "جميعنا مسؤولون عن الحفاظ على البلد ووحدته والعيش المشترك، وكان على الصحفي (إبراهيم الأمين) أن يوجه كذلك رسالة الى حزب الله ويدعوه للانسحاب من سورية، لأن هذا يساعد كثيرا على تخفيف الاحتقان الموجود في البلد".
أما النائب السابق منسق تيار المستقبل في طرابلس مصطفى علوش فقال إن "هذا النداء منافق إلى أقصى الدرجات ويجب أن يتوجه النداء للجميع وأن يبقوا عليه في رؤوسهم والتوجه إلى خطاب وطني تم التوقيع عليه وهو إعلان بعبدا".
من ناحية ثانية، نصب أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين الخيام في ساحة الشهداء، وأعلنوا عن اعتصام مفتوح حتى تحرير أبنائهم، كما طالبوا الحكومة بعقد الاجتماعات الطارئة للبتّ في هذا الملف.
وقالت مصادر في 14 آذار لـ"الوطن"إن "حزب الله" يسعى إلى فتح معركة شاملة في عرسال مهما كان الثمن السياسي وحجم الخسائر البشرية والمادية التي ستحصل ليوفر لنفسه حجة للبقاء في سورية تحت عنوان" محاربة الإرهاب"، وهو سعى إلى إقفال أبواب التفاوض مع "جبهة النصرة" و"داعش" لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين لديهما ورفع شعار رفض المقايضة، وإطلاق سراح مسجونين إسلاميين في رومية كما اشترط الخاطفون.
ولاحظت هذه المصادر أن "حزب الله" كما ظهر من تصريحات قياداته يريد إقفال باب التفاوض ليتسبب في مقتل العسكريين وتوتير الأجواء نتيجة ذلك، وإثارة الحساسيات المذهبية وإشعال الفتنة"، مستغربة كيف يسمح "حزب الله" لنفسه مفاوضة العدو الإسرائيلي لأكثر من عامين لتحرير أقل من نصف الجنود اللبنانيين المخطوفين".
وأوضحت "أن الحكومة تسعى إلى منع التسلسل الداعشي إلى لبنان وتحاول إقفال الأبواب عليه فيما يريد حزب الله فتح معركة عرسال من أجل استدراج "داعش" إلى الداخل اللبناني وإيقاظ خلاياها النائمة في أكثر من مكان".واعتبرت أن خطط حزب الله هذه خطيرة لأن الحرب التي يريد إشعالها لا طائل منها سوى تأجيج العداء بين اللبنانيين ودفع المزاج السني نحو التطرف والخروج عن حال الاعتدال التي يسعى تيار المستقبل لتعميمها حفاظا على البلد والذي يرفض التطرف وينبذ الإرهابيين مهما كانت هويتهم المذهبية أو الدينية". وأعلنت أمس أمانة قوى "14 آذار" في بيان أنها لا تزال تنتظر جواب "حزب الله" على مبادرتها الرامية إلى إيجاد توافقٍ على اسم رئيسٍ جديد للجمهورية، مؤكدة أن الإبهام في هذه اللحظات المصيرية لا يجدي، بل يؤكد أن رفض اليد الممدودة يدخل لبنان في المجهول.
من جهة أخرى، نفت بلدية برج الشمالي ما أشيع عن جرف لخيام السوريين، لافتة إلى أن الاتفاق بين الطرفين يتوجب على كل سوري يعمل في مصلحة أن يجد المأوى في مكان عمله حفاظا على السوريين، كما عقدت لجنة الارتباط الأمنية الفلسطينية في لبنان اجتماعا موسعا في مدينة صيدا أمس مع عدد من ضباط الجيش اللبناني وبحثت معهم سبل التنسيق والتعاون المشترك من أجل حفظ الأمن والاستقرار داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من بينها مخيم عين الحلوة.
إلى ذلك، واصل طيران العدو الإسرائيلي التجسسي انتهاكه للأجواء اللبنانية ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بتحليقه على علو منخفض ليلا حتى صباح اليوم فوق العديد من مناطق جنوب لبنان.وتركز تحليق الطائرات الإسرائيلية التجسسية من دون طيار في أجواء قرى العرقوب امتدادا إلى مناطق شبعا وكفر شوبا وحلتا ووصولا إلى أجواء قرى مرجعيون وحاصبيا في البقاع الغربي، متزامنا مع تحركات لجيش العدو الإسرائيلي على طول الخط الأزرق الحدودي الذي يفصل مزارع شبعا المحتلة عن الأراضي اللبنانية المحررة.