ناقش وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز في اجتماع عقد في مكتبه بالوزارة أول من أمس، برنامجا تطويريا للمناهج مدته عامان في إطار مشروع التطوير الشامل للمناهج لضبط الجودة ورقمنة بعض المناهج وتعزيز الوطنية والاهتمام باللغة العربية، بوصفها إحدى الوسائل المهمة في تحقيق المدرسة وظائفها المتعددة ومرتكزا لكل نشاط يؤدى في المدرسة.
واستمع سموه خلال الاجتماع الذي حضره نائبه الدكتور خالد السبتي وعدد من المسؤولين بالوزارة إلى تقرير حول وثائق المناهج الدراسية التي عملت عليها الوزارة خلال السنوات الماضية، وإجراءات التأليف والخطط المستقبلية، وجهود الوزارة لاستكمال المشروع الشامل لتطوير المناهج في ضوء الأهداف التي رسمتها سياسة التعليم، وحددت الغاية منها في فهم الإسلام فهما صحيحا متكاملا، وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها وتزويد الطالب بالقيم والمثل العليا، علاوة على تأكيد إكسابه المعارف والمهارات وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة. وأكد الوزير على بذل أقصى الجهود في إطار تعزيز التحوّل المنشود نحو مجتمع المعرفة، من خلال توسيع الخيارات المتاحة للطالب لاكتساب المعارف والمهارات والخبرات، وتوفير أرقى فرص التعليم والتعلم، وتوفير البيئة النموذجية الجاذبة، إلى جانب تطوير برامج تدريب القوى العاملة وتأهيلها معرفيا وتقنيا، والتركيز على تطوير المناهج لتبقى محافظة على علاقات متوازنة بقيمنا وخصوصيتنا من جهة ومتطلبات الارتقاء الحضاري والتعايش الكوني من جهة أخرى.
وعلى صعيد متصل، وجه وزير التربية والتعليم المختصين بالمناهج في الوزارة بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز بوصفها بيت خبرة في تاريخ المملكة بخصوص عرض سيرة الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة في مادة التاريخ والتربية الوطنية.
وبحسب معلومات "الوطن"، فإن أهداف الشراكة، تكمن في تكامل الأدوار بين دارة الملك عبدالعزيز علميا ووزارة التربية والتعليم تربويا وتعليميا، وسد النقص وتسديد القصور في المنهج عبر خطوات مدروسة ومقننة، وتنمية روح الولاء عند الطلاب وتعريفهم بكفاح الرواد من الأئمة والملوك، وما بذلوه من جهود لتوحيد البلاد وإعلاء شأنها والدفاع عن مصالحها، وتعريفهم أن بلادهم مهد العروبة والإسلام وأرض البطولات والأمجاد وأن لها منزلة خاصة في العالم، إضافة إلى تدريبهم على التصدي لمشكلات مجتمعهم، والتأكيد على وجوب طاعة ولاة الأمر وفق الشريعة الإسلامية، وتعزيز الانتماء للوطن والحرص على أمنه واستقراره والدفاع عنه، وأخذ سيرة الملك عبدالعزيز - يرحمه الله -، أنموذجا لذلك من خلال كفاحه ومعاهداته، وتعريفهم بتاريخ وطنهم، ومنجزاته، وكفاح آبائهم الأوائل، وتعريفهم بمكانة المملكة بصفتها مركز إشعاع للعالم الإسلامي، وتوضيح أهميتها من خلال ما غرسه الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبناؤه من بعده للمملكة في أنحاء العالم، ونبذ التطرف والإرهاب بجميع أشكاله من خلال غرس حب الوطن في نفوس الطلاب.
وأوضحت مصادر "الوطن" أن التوجيه أكد أنه يمكن تحقيق تلك الأهداف من خلال تقويم المنهج القائم وتحديد جوانب القصور، ورسم جوانب التطلع، من خلال رسم صورة القائد الموحد وإبراز تراث المملكة وتاريخها، وظهور المملكة كدولة إقليمية مؤثرة في محيطها الإقليمي وفي العالم بأسره، ونمو اقتصاد المملكة بجهود الملك عبدالعزيز وأبنائه، وتأثير ذلك على مكانتها عالميا، ومعالجة موضوعات المنهج الخاص بالملك عبدالعزيز في ضوء توحيده للوطن وغرس الوطنية في نفوس النشء.