نمد أبصارنا على امتداد الوطن.. نبحث عمن مجد ديوان العرب وعمل منه مرجعا مهما، لنجد تلكم التظاهرة الثقافية التي خطفت الأقلام، والتفتت إليها الأعناق، تلك القبة المتينة الأسس، القوية الدعائم (منتدى عبقر) المتفردة القدرة، في حشد أسماء لامعة ذات صيت عريق في اصطفاف سوف يسجله تاريخ ا?دب هنا واقعا ملحوظا ملموسا عاقلا، لا احتشادا جنونيا. جاء منتدى عبقر ليتفوق على الوادي المزعوم بأنه مقر للشعراء المستعينين بالثقل ا?خر في حضورهم ومنافساتهم.
ولد هذا المنتدى كبيرا لم يمر بمراحل النمو المتدرجة التي يصاحبها تعثر الخطوات وتلعثم الحروف. كانت ولادته قبل عدة أعوام، في كل استدارة للبدر يحل على كرسي عبقر نجمان أو أكثر، حتى نظم عقدا فريدا مكونا من أربعين شاعرا من أشهر نجوم الشعر في المملكة.
كان وريث الشعر وحفيد الشعراء الأستاذ عبدالعزيز الشريف صائبا في هذه الفكرة الرائدة المدروسة الأبعاد، فما ذهبت سدى، بل أثارت زوبعة إيجابية وحرضت الشعراء على التنافس في مضمار واسع الأفق بهي النتائج مثمر.
عمالقة من منتدى عبقر هم اليوم بيننا في نادي أبها الأدبي في سنة حسنة عمل بها نادينا من قبل مع نادي الأحساء، ويكررها ا?ن مع نادي جدة، لتوثق عرى الثقافة في وطننا، وتغلق كل الأبواب ليفتح باب واحد يتسع لنا جميعا، لا يلج منه سوى المؤمنين بأن الثقافة ذات مفهوم أوسع من التحزبات والتكتلات المريضة التي تنخر جسد الوحدة الوطنية. لقد كان ا?خوة ممن جاؤوا من الأحساء وا?ن ممن يشاركوننا من منتدى عبقر ذوي حضور يذيب جبال المرض العالقة بين المجتمعات الثقافية في مناطقنا الحبيبة الشاسعة، فيحولونها إلى حقول مثمرة مسيجة بالود وا?خاء والترابط.
لن تتوقف السطور عن المضي في الحديث عن منتدى عبقر قبة الشعر الأهم وا?ولى في الوطن، فكما أن الشعر محتفى به منذ أمد، فيحق لهذا المنتدى العبقري أن نحتفي به ونضعه فوق قمم جبال السروات شعلا للاحتفاء، ونفاخر به كثيرا لنجاحه المتميز الذي اختصر لنا زمنا، إذ لم يكن يحتاج السنوات ليتنبأ المرء بنجاحه، فانتظم ناجحا، واحتضنه رجال صدقوا للشعر وصدقهم الشعر بأنهم أهل له، فمن يدخل بحر عبقر لا يغرق، بل يرتوي عذوبة وشعرا..
فخورون جدا بهذا المنجز المضيف للوسط الثقافي ألقا ووهجا وحضورا. وسأدون في أوراقي أنني عاصرت هذا العمل الجميل، فأنا على يقين أن تاريخ ا?دب سيخلده، وسيكون له شأن عظيم وكبير، وسينطلق إلى خارج الحدود ليستقطب عمالقة من خارج الوطن. هذا هو "عبقر" الذي يتمنى الشعراء المبيت في أروقة واديه.