والخلاصة، أن سعادة أمين المنطقة -يحتفظ علي الموسى باسمه- كان أكبر رسالة إلينا لإعدام ممنهج للمكان وامتهان مبرمج لكرامة الإنسان. لديه عداء فطري للغابة والوادي، وللشجرة والصخرة، وأحيانا يدخلني الشك أنه جاء إلينا برسالة واضحة لأجندة مستترة لقتل المقوم الاقتصادي الذي يمكن أن تكون عليه هذه المنطقة في الاستثمار السياحي. وحتى اللحظة، تم إعدام الجبال الخمسة المطلة ببهاء على مشارف المدينة. تم تحويل واديها التاريخي إلى (عبّارة) تحت إسفلت الشارع العام. تم تحويل كل جبال (أبها) وجمالياتها إلى ما رآه سعادة الأمين فرصا استثمارية تحت تبديد المال العام. هو نفسه سعادة الأمين العام الذي صرف ما يناهز المليارين لنقل الحركة إلى شارع في قلب هذه المدينة لا يزيد عن 3 كيلومترات. كان لهذا الرقم الخرافي أن يبني ثلاثة محاور جديدة لمسار التنمية في خارج هذه المدينة وهو ذات الرقم الملياري الخرافي الذي يستطيع بناء مدينة جديدة مكتملة لولا أننا أمام (أمانة) وأمين بعقلية هندسة السبعينيات ومفاهيم الرجل الأوحد حين يكون التخطيط في مفهومه: "خط بكراعك". هو نفسه سعادة الأمين الذي زرع النخلة بجوار أشجار العرعر في كل متنزه عسير الوطني وحين ماتت أشجار النخيل اعترف مصادفة أن النخيل لا ينبت تحت أو جوار أشجار العرعر، لكنه هو سعادة الأمين الذي قتل آلاف أشجار العرعر تحت وطأة الإسفلت وأعمدة النور في قلب السودة (المريضة) ليحول آخر غابة إلى مخطط سكني. هو يعرف أنه راحل وأن المكان هو الباقي من بعده ولكنه لن يتركه إلا بعد إعدام ممنهج يقضي على كل شجرة وصخرة، وعلى كل غابة أو جبل.
والخلاصة أن أبها بكل غاباتها ومتنزهاتها لا تريد اليوم من التنمية الوطنية سوى فسحة، بين الشوطين، لا تريد من المال الوطني أي ريال جديد لإعدام الوادي والصخرة والشجرة تحت الاسم الخادع الكاذب لمشاريع التنمية. كل تاريخ (أبها) جبلا وصخرة وشجرة يقبع اليوم تحت رحمة (أمين) قال عنه وزيره: إنه لا يستمع لصوت الناس، وقال عنه من قبل في رسالة واضحة: إنه يقبع في المركز ما قبل الأخير في تنفيذ مشاريع التنمية.