دائما ما تتشكى المرأة بشكل عام، والمثقفة أو المبدعة بشكل خاص من سطوة المجتمع، وقيود العادات والتقاليد التي تحاصرها في أحايين كثيرة، فتحد من انطلاقها وحريتها، إلا أن بعضا مما يحدث حول هؤلاء المثقفات من أحداث وتطورات قد يكشف زيف بعض الادعاءات إذا ما قورن بواقعهن. فقد شهدت الأحساء غيابا شبه تام للحضور النسائي، ممن يدعين أنهن ناشطات المجتمع وأديباته والعناصر الفاعلة فيه، بل وسيدات الأعمال أيضا، ولم يكن كأي غياب، بل غياب عن كارثة لم تشهد لها البلاد مثيلا من قبل، ولن تشهد بإذن الله، إذ بادرت كل المناطق للأحساء، تفتح باعها مواسية ومعزية بالكلمة والحضور، ومنددة بالإرهاب بكل صوره.

في فورة كل هذه الأحداث غاب الحضور النسائي ـ غير المبرر ـ حتى عن مراسم تشييع الشهداء التي حضرتها الوفود من كل مكان في المملكة، ومنها وفد من مكة المكرمة وجدة وما حولهما. أنا أجهل أسباب هذا الغياب على كل حال، فليس في الأمر سفر بلا محرم، ولا مخالطة للرجال، ولا كسر لواحد من التابوهات، إنما واجب إنساني وديني ووطني ومجتمعي تمليه علينا كثير من المشتركات التي لا يمكن التنصل منها. فهل سنسمع لاحقا أحاديث وهمهمات عن ظلم المجتمع للمرأة؟