بطولة الخليج (الكبرى) في نسختها الـ22 على الأبواب ولم يبق سوى ثلاثة أيام وتتدحرج الكرة بين الأقدام وتلتهب الأكف و(تطول الألسن..!).
الجميع سيكونون في (الرياض) متنقلين بين أماكن الوفود والملاعب وأمام شاشات الخليج بكل مستوياتها، متطلعين إلى بطولة مختلفة نحو الأفضل والأجود والأرقى بما يقوي تجمع الأشقاء على أرض الخير والنماء والعطاء.
هل (نحاول)، مجرد محاولة واثنتين وثلاث لأن نكون في قلب الملاعب وليس خارجها؟!
كثيرون سيقهقهون ساخرين، إما لتلبية رغباتهم (بالشو) الإعلامي، أو ليأس من الحالة التي وصل إليها أغلب القياديين والمسؤولين ممن يريدونها أن تستمر بطولة إعلام وبوجوه مكررة على عدة أصعدة عدا اللاعبين والمدربين.
من المستحيل أن تكون البطولة، أي بطولة، (بدون إعلام)، ولكن الهدف من العنوان أن نحاول قدر الإمكان ودون يأس تغيير الصورة الصارخة، بعدم جدواها فنيا، وأنها ستستمر بإثارة إعلامية تتطور إلى (الردح) و(القدح) والتلاسن، مع مخاوف من أي شجار وتنافر..!
ونحن بدورنا يجب أن نحاول مرات ومرات لجذب الحدث إلى الملاعب والتنافس الفني، ولا يمنع من تصريحات قوية وواثقة في إطار التنافس، لكن ليس اتهامات ولا إسقاطات تدعو لفتح ملفات تثير السخط والصدامات.
القياديون يجب أن يكونوا في مستوى المسؤولية، وأن يثبتوا أنهم تعلموا من الدروس السابقة ولاسيما في اجتماعاتهم ببحث سبل التطور والحد من السلبيات التنظيمية والفنية.
نأمل أن يكون في أجندتهم خطط تنموية وندوات وورش عمل تتصدر الجلسات بوجود خبراء وطلاب ومختصين، ليكونوا قدوة لغيرهم في تفعيل الأفكار والخطط والمقترحات.
أما على الصعيد الإعلامي، فإنني في هذا المقام أشيد بجهود الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي برئاسة الزميل سالم الحبسي وجميع معاونيه على جهودهم الحثيثة والمخلصة.
لقد حاول بقوة استثمار هذه البطولة بالرياض لتقديم صورة أفضل عن الإعلام وأهدافه ومعالجة السلبيات والقصور والإسهام بما يفيد بوجه عام، سواء بالملتقى المزمع عقده خلال البطولة أو الاستفتاء الضخم لنجوم الخليج، وفي هذا السياق قام الحبسي بجولات في دول الخليج لتعميم الفكرة وترسيخها وأن يكون التفاعل قويا وفعالا بما يحقق أعلى درجات النجاح بعد توفيق الله.
والأمل كبير أن تحرص أغلب البرامج الفضائية على تقديم المفيد وما يثبت نضج الإعلام وحرصه على شباب الوطن الخليجي، وبالتأكيد لابد من الشوائب والخروج عن النص في مختلف وسائل الإعلام في مجال الخبر والرأي والفبركة، مع عدم السيطرة بأي نسبة على (تويتر)، وهنا لابد من الحذر الشديد بعدم التعاطي مع كل ما يروج له، فالمغرضون والمراهقون والمتأزمون والمتعصبون لا مسؤوليات عليهم.
والأكيد أن بيننا (كبار) في الفكر وتحمل المسؤوليات ونتعشم فيهم كل ما فيه خير لوطننا الخليجي الكبير، ومن واجبهم الحضور بثقلهم المهني لرفع قيمة ومستوى الإعلام.
وفي هذا المقام أشير إلى تواصل اللجنة المنظمة مع الإعلام ممثلة في أحمد الخميس مدير البطولة ورجاء الله السلمي رئيس اللجنة الإعلامية لتهيئة الأجواء المناسبة للعمل إعلاميا، وفي المقام ذاته لأن يؤدي الإعلام واجبه ورسالته بما يعزز من قيمة ومثالية البطولة.
الجميع يثابرون لتقديم الأفضل وأن تقدم هذه البطولة التي ولدت بفكرة سعودية الجديد والمفيد، والحد من السلبيات قدر الإمكان.
ونحن مع انطلاق الحملة الدعائية عبر اللوحات واللافتات الترحيبية والإرشادية في الرياض، نبتهل للمولى العلي القدير أن يحقق أعلى درجات النجاح وأن يوفق الجميع لما فيه خير خليجنا الحبيب، مرددين (خليجنا واحد).